بلومبيرغ: قطر ستنهار بسبب علاقتها بطالبان

واشنطن (عربي times)

قالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية إن العلاقة التي بنتها دولة قطر مع طالبان ”بشق الأنفس“ خلال العقد الماضي يمكن أن تصبح وبسرعة، عبئًا على النظام القطري ”إذا فشل في إقناع العالم بأن طالبان قد تغيرت فعلا وأضحت بيئة أكثر احتفاء بالنساء وأقل ترحيباً بالإرهابيين الهاربين“

وأشار تقرير للوكالة، اليوم، إلى أن القيادة القطرية شعرت بـ“الزهو“  والتنفّذ، نتيجة إشادة عواصم عالمية بدور الدوحة في استضافة المحادثات الأمريكية مع طالبان، وفي فتح أبوابها لمن تم إجلاؤهم من أفغانستان، وفي ”العمل كخط اتصال رئيسي للغرب مع منظمة طالبان التي طالما اشتهرت بإيوائها أسامة بن لادن ”.

ونقلت الوكالة عن دبلوماسي خليجي، إن ”ما بين 500 إلى 600 من أعضاء طالبان يعيشون مع عائلاتهم في العاصمة الدوحة، ومن بينهم رئيس الجناح السياسي الملا عبد الغني بردار ، الذي كان يجري المحادثات بين ناطحات السحاب وفي فنادق من فئة الخمس نجوم ”.

وقد أعطى وجود طالبان في الدوحة منبرًا لهم عبر قناة الجزيرة الفضائية ليروجوا  أنهم يعدون أنفسهم لحكومة أكثر اعتدالاً، كما جاء في التقرير  الذي أشار إلى أن قطر رغم تعزيز علاقاتها مع إيران والجماعات الإسلامية،  فقد تسنى لها إبراز صورتها كلاعب جاد على المسرح العالمي، بينما هي تعمل كمقر إقليمي للعمليات العسكرية الأمريكية“.

وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة نقلتا سفارتيهما في أفغانستان إلى الدوحة، وقد أشاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ووزير الدفاع لويد أوستن بدور قطر، وكلاهما يزورها هذا الأسبوع.

ويُنبّه التفرير  إلى أن قطر  رغم كل ذلك  قد تجد أن ”كل ما بنته ورعته بشق الأنفس خلال العقد الماضي يمكن أن يصبح بسرعة عبئًا عليها  إذا هي فشلت في إيصال المظهر الجديد المُفترض لطالبان إلى العالم وهو المظهر المعتدل المتحضر  الذي حاولت رعايته“.

أقرب لباكستان من قطر 

سبب آخر لارتياب التقرير، هو  عدم وضوح كيف ستعمل قطر على سد الفجوة بين قادة  طالبان الواعين على هذه المقتضيا ، وبين الجناح العسكري لطالبان، وهو الأقرب إلى باكستان، التي لطالما كانت وسيطًا سياسيًا، ولم تكن  بنفس حاجة قطر إلى إعادة تأهيل نفسها  والتكيف.

ونقل التقرير عن دبلوماسيين غربيين إن علاقة عسكريي طالبان مع باكستان ليست محكومة للعقلانية.

وبحسب دبلوماسي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، فقد وجد القطريون صعوبة التعامل مع بارادار، قيادي طالبان  المتوائم  مع الباكستانيين.

وقال إن “ باكستان ليست الطرف الوحيد المعني بالتطورات. أفغانستان غير الساحلية محاطة بجيران أقوياء مثل إيران والصين، وكلهم لديهم مصلحة مباشرة مع أفغانستان تتعلق بمصيرهم أكثر من قطر البعيدة“.

وقالت جين كينامونت، محللة شؤون الشرق الأوسط في شبكة القيادة الأوروبية إن ”قطر قناة مهمة بين طالبان وبقية العالم، لكن لا شيء له هذا النوع من التأثير العميق على الجماعة مثل باكستان، فقد  ركزت علاقات قطر مع طالبان بشكل كبير على الوساطة والعلاقات الدولية، وهذه الأمور تؤثر على فئة فرعية معينة من طالبان – أولئك الذين يريدون التعامل مع العالم الخارجي ولديهم علاقة عملية تمكنهم من الوصول إلى المساعدة والتجارة ”.

ويسجل التقرير أنه لا يوجد دليل على أن قطر يمكن أن تؤثر على نهج طالبان في قضية من نوع  تعليم النساء والفتيات .

ورغم قول وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن بلاده تعمل مع طالبان وتركيا لاستئناف العمليات في مطار كابول،  إلا أنها لم تسمح لطالبان حتى الآن بتأمين الأمن الخارجي في المطار.

”لم  تستطع أن تقنع الموظفين بالقبول، وهذه نقطة مهمة“ كما يقول التقرير .

ولم ترد الحكومة القطرية على طلب  بلومبيرغ للتعليق على علاقتها مع طالبان.

الاعتماد على المال

وإدراكًا  لهذه المقيدات، تنقل بلومبيرغ قول شخص مطلع على الأمور  طلب عدم الكشف عن هويته، إن قطر  ركزت بشكل أقل على محاولة تغيير موقف طالبان، وبشكل  أكثر  على استخدام جيوبها العميقة( أموالها) لشراء النفوذ في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية للقوى الكبرى .“

كما تعتمد الدوحة على ملاءتها في توظيف لوبيات الضغط في واشنطن، وهو ما تفتقر إليه باكستان.

ويخلص  التقرير إلى أنه ”إذا أصبحت أفغانستان ملاذاً للإرهابيين مرة أخرى، فقد تصبح علاقتها  مع الدوحة –  وربما في القريب العاجل- مشكلة  كبيرة  للنطام القطري وسياسته الخارجية ذات المخاطر العالية“.

وتنقل بلومبيرغ عن جين كينامونت أن قطر ”يمكن بسهولة أن تشعر بالحرج وتعود للمحاولة بأن تنأى بنفسها عن طالبان أو على الأقل بعض قادتها.. فالعديد من قادة طالبان يستخدمون لغة معتدلة لكنها  لا تعدو أن تكون ”مجرد إعادة تسمية للعلامة التجارية“.

Comments are closed.