“سعادة مثقلة بالأسى”.. صورة مؤثرة تنقذ أسرة سورية لاجئة وتمنحها الأمل

لندن (عربي times)

حتى نهاية العام الماضي، عندما فازت صورة اللاجئ السوري المعاق منذر النزال وهو يلاعب طفله مصطفى، الذي يعيش دون أطراف، بجائزة صورة العام 2021، لم يكن نزال يتخيل أن هذه الصورة ستغير حياته وتمنحه وطنا جديدا ينهي مأساة التشرد التي كان يعيشها في مخيم للاجئين في تركيا.

وتعلق شبكة ”sbs “ الإخبارية على هذا الحدث قائلة هي ”قوة التصوير“.

يظهر في الصورة الأب منذر بساق واحدة، وهو يتلقف طفله الصغير مصطفى الذي يعيش بلا أطراف، وتجمعهما لحظة سعادة أسرت العالم بالقوة التي منحتها إياها جائزة التصوير العالمية (SIPA) التي ترعاها مؤسسة ”سيينا“.

الجائزة تحولت الى حملة عالمية لجمع التبرعات لمساعدة الأسرة في تلقي العلاج الاصطناعي، وانتهت الجمعة بوصول عائلة النزال الى مطار روما مسبوقة بما يكفي من الدعم المادي والمعنوي لتبدأ حياتها من جديد.

كانت عائلة النزال حتى نهاية العام الماضي عالقة بمخيم للاجئين في تركيا بعد الفرار من سوريا التي مزقتها الحرب، فالوالد فقد ساقه اليمنى عندما كان يمشي بسوق في إدلب خلال الحرب الأهلية، أما ابنه مصطفى فقد ولد بلا أطراف بعد أن استنشقت والدته زينب غاز الأعصاب في هجوم كيماوي أثناء حملها وقد أدى تسممها إلى مضاعفات على صحة مصطفى، حيث ولد مصابًا بمتلازمة تترا-أميليا، التي تركته بلا أطراف.

فرت العائلة إلى مخيم للاجئين في هاتاي في تركيا، حيث أقام معهم المصور محمد أصلان صداقة وشاركوا العالم بقصتهم في لقطة واحدة من كاميرته غيرت مجرى حياة الأسرة.

الصورة التي تظهر ”سعادة مثقلة بالأسى“، فازت بجائزة صورة العام في حفل توزيع جوائز سيينا الدولية للصور 2021 (SIPA) ، واستحوذت على قلوب الآلاف حول العالم.

بدورهم أطلق منظمو المسابقة السنوية حملة عالمية لجمع التبرعات لمساعدة أسرة نزال في تلقي العلاج الاصطناعي.

وقد نجح هذا الجهد  الجماعي في مساعدة الأسرة والتعريف بمأساتها وحشد الدعم المعنوي والمادي والسياسي لها، فقد جمعت الحملة نحو 125 الف يورو، مع 1800 متبرع على صفحة الويب الخاصة بهم GoFundMe.

كان  شعار الحملة، ”دعونا نظهر روحنا كعائلة جوائز سيينا“ وذلك من خلال توحيد القوى في جميع أنحاء العالم لمساعدة هذه العائلة بالحصول على أطراف اصطناعية ودعمها اقتصاديًا،  وبقوة الزخم العالمي قررت مؤسسة ”سيبا“ رعاية الأسرة عن طريق تأشيرة إنسانية، تمت الموافقة عليها هذا الشهر، والجمعة وصلت الأسرة إلى مطار روما الدولي للاستقرار رسميًا ضمن برنامج ”سيينا“ وسيتلقى الأب والابن العلاج في مركز الأطراف الاصطناعية في ”فيغوروسو دي  بورديو“.

في حديث مع صحيفة ”لاريبوبليكا“ الإيطالية، قال الوالد: ”خلال إقامتي في تركيا لم أكن أمتلك أكثر من الملابس التي أرتديها، لكنني كنت أحتفظ  بالأمل في بدء حياة جديدة“.

ونشر الأب مقطع فيديو لعائلته على الإنترنت، يشكر فيه الحكومة الإيطالية ومؤسس SIPA لوكا فينتوري، على الترحيب بعائلته في ما أسماه ”وطنه الجديد“.

وقال المصور أصلان الذي فازت لقطته بالجائزة الدولية 2021 في أكتوبر الماضي، ”آمل أن أستخدم صوري لخلق الوعي وإحداث التغيير، لكن الهدف على وجه الخصوص من هذه الصورة هو زيادة الوعي بأسرة مصطفى النزال، وتلقي أموال لتركيب أطراف اصطناعية له“.

Comments are closed.