لماذا يختلف موقف كييف عن واشنطن بشأن الغزو الروسي المحتمل؟

واشنطن (عربي times)

قالت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، إن هناك اختلافًا كبيرًا بين موقفي كييف وواشنطن بشأن الأزمة الأوكرانية الروسية، وإنه قد يكون نتيجة الأوضاع الداخلية لكلا البلدين.

وأشارت المجلة في تقرير إلى أن ”أوكرانيا لا تزال تقلل من تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقيام بغزو واسع النطاق فيما تتخذ واشنطن موقفًا معاكسًا“.

ورأت أن ”الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتخذ هذا الموقف لتلافي أزمة اقتصادية في بلاده وضمان فترة رئاسية ثانية“.

وأوضحت أن ”الرئيس الأمريكي جو بايدن يصعد من توقعاته بقرب حدوث غزو الشهر الجاري من أجل دفع كييف للتوصل إلى حل وسط مؤلم وإنهاء الأزمة قبل الانتخابات التشريعية النصفية“.

لا شعور بالذعر

وبخصوص الأوضاع في أوكرانيا، قالت المجلة إنه ”لا يوجد نقص في الغذاء ويبدو أن لا أحد يشعر بالذعر من الحشود الروسية، ولكن هناك تيار خفي ثابت من القلق ولا توجد تقريبًا حركة مرور في شوارع العاصمة المزدحمة عادةً“.

ولفت التقرير الأمريكي إلى أنه ”مع انتشار أكثر من 130 ألف جندي روسي إلى جانب بعض المعدات العسكرية القوية جدًا حول أوكرانيا، فيما واصل بوتين إصدار البيان تلو الآخر، لمحاولة رفع حالة التوتر وزرع الخوف بين الأوكرانيين“.

واعتبرت ”ناشيونال إنترست“، أن ”الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة أصبحت في خطر رغم أن موسكو وواشنطن لا تزالان تتحدثان فيما تريد موسكو استخدام حق النقض (الفيتو) على قبول عضوية أوكرانيا في حلف (الناتو) وعلى السياسة الخارجية لواشنطن“.

وأوضحت أن ”روسيا تريد أيضًا حظر الصواريخ الاستراتيجية والباليستية والمعدات الأخرى في جميع أنحاء أراضي الاتحاد السوفيتي السابق وحلف ”وارسو“.

ولفتت إلى أن ”واشنطن أبلغت موسكو بأدب أنها ترفض تلك المطالب مع استمرارها بدعم أوكرانيا“.

وبحسب المجلة، فإن أوروبا واصلت تصعيد موقفها فيما تصدرت لندن وباريس عناوين الصحف أخيرًا بإعلانهما أنهما سترسلان المزيد من المعدات والقوات إلى رومانيا.

نظريات مؤامرة

وقالت: ”برزت مؤخرًا نظريات مؤامرة كثيرة، والنظرية المفضلة هي أن واشنطن تبالغ في التهديد بغزو وشيك لإجبار كييف على قبول تسوية مؤلمة مع موسكو“.

وأضافت أنه ”لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة. لا تستطيع إدارة بايدن تحمل كارثة أخرى في السياسة الخارجية قبل أشهر من الانتخابات التشريعية“.

وتابعت: ”تخشى هذه الإدارة أن تتفاجأ مرة أخرى، كما حدث في عام 2014، عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم بسهولة“.

وبالنسبة لكييف، رأت المجلة الأمريكية، أن ”زيلينسكي يضع عينه أيضًا على دورة الانتخابات، على الرغم أنه عندما ترشح عام 2019، تعهد بالبقاء في المنصب لفترة واحدة“.

وبينت أن ”زيلينسكي يريد التقليل من أهمية التهديد الروسي لأنه يضر بالاقتصاد وفرصه في فترة ولاية ثانية“.

وحذّرت ”ناشيونال إنترست“ من أن القوات الروسية قد تدخل كييف إذا ما جاء فصل الربيع باكرًا.

وأضافت أنه ”عندما انتهى موسم الثلوج الشهر الجاري يمكن للدبابات الروسية أن تتوغل بسهولة في كييف“.

وختمت بالقول إنه ”إذا لم يحدث ذلك، فسيكون زيلينسكي جالسًا في مكتبه بثقة، ويمكنه أن يصور نفسه على أنه رجل دولة بعيد النظر رفض الخروج من كييف“.

Comments are closed.