مدريد (عربي times)
في ختام موسم كروي مثير، تُوج باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب إنتر ميلان بخماسية نظيفة، في ليلة لا تُنسى شهدت أداءً جماعيًّا ساحقًا ومذهلًا من الفريق الباريسي.
هذا التتويج التاريخي يفتح الباب واسعًا أمام سؤال هام: هل ندم كيليان مبابي، نجم ريال مدريد الجديد، على قراره مغادرة عاصمة النور؟
جماهير ريال مدريد هتفت باسمه، والإعلام العالمي احتفى بمهاراته الفذة وقدرته على حسم المباريات بلمسة فردية. لكن المفارقة الصادمة تكمن في أن هذا التألق الفردي لم يترجم إلى ألقاب جماعية.
ريال مدريد، بتشكيلته المدججة بالنجوم، خرج من الموسم خالي الوفاض، لم يتمكن من حصد لقب الدوري الإسباني، أو كأس الملك، أو حتى دوري أبطال أوروبا الذي كان يطمح إليه بشدة.
في المقابل، وبعد رحيل نجمه الأبرز وهدافه الأول السابق، قدم باريس سان جيرمان نسخة مختلفة تمامًا.
نسخة أكثر توازنًا، أكثر جماعية، وأقل اعتمادًا على الحلول الفردية. لويس إنريكي، مدرب باريس، نجح في بناء فريق مترابط، تتحرك فيه جميع الخطوط بانسيابية، ويلعب بروح الفريق الواحد.
هذا الأداء الجماعي، الذي لطالما افتقده باريس في السنوات الماضية بوجود مبابي، الذي غالبًا ما كانت تتركز عليه معظم الهجمات ويُتهم بالاستئثار بالكرة، ظهر جليًّا هذا الموسم.
الفارق هنا ليس في مستوى مبابي كلاعب، فهو بلا شك أحد أفضل اللاعبين في العالم. الفارق يكمن في ديناميكية الفريق.
ففي باريس، ربما كان وجود مبابي، رغم أهميته الهائلة، يخلق نوعًا من الاعتماد المفرط عليه، ويحد من تطور اللاعبين الآخرين في الأدوار الهجومية، ويجعل الفريق أقل مرونة تكتيكية.
رحيله قد يكون أجبر الفريق على إعادة اكتشاف نفسه ككيان جماعي، وتوزيع المسؤوليات الهجومية على نجوم آخرين مثل عثمان ديمبيلي، فيتينيا، وديزيري دوي الذين تألقوا بشكل لافت في هذا الموسم.
إذا نظرنا من منظور “ندم” مبابي، فإن الأمر قد لا يكون ندمًا على القرار بحد ذاته، فرغبته في اللعب لريال مدريد كانت حلمًا قديمًا.
لكنه قد يكون ندمًا على توقيت الانتقال، أو ربما على عدم القدرة على تحقيق الألقاب الكبرى في موسمه الأول مع الميرنجي، بينما فريقه السابق يعتلي عرش أوروبا.
إنها مفارقة قاسية، أن يترك ناديًا ليحقق حلمه، فيجد ناديه السابق يحقق الحلم الذي كان يطارده لسنوات في غيابه.
هذا الموسم قدم درسًا لكل من اللاعب والناديين: التتويج بالألقاب الكبرى غالبًا ما يتطلب أكثر من مجرد تألق فردي، بل يتطلب روحًا جماعية، توازنًا تكتيكيًّا، وقدرة على التضحية بالذات من أجل الفريق. السؤال عن ندم مبابي سيبقى معلقًا، لكن الإجابة قد تتضح أكثر في المواسم القادمة.
Comments are closed.