القدس (عربي times)
ذكرت صحيفة ”يديعوت أحرونوت“ العبرية، أن التصعيد الحالي مع إيران، ليس بسبب اغتيال القيادي في الحرس الثوري حسن صياد خدائي، مضيفة أن هناك ما يشير إلى وجود ”اختراق كبير لأجهزة الاستخبارات الإيرانية“.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها نشر الإثنين، إن ”خطرا استراتيجيا استشعرته طهران في الشهور الماضية، بفعل المؤشرات التي تدل على وجود اختراق استخباري كبير من داخل البلاد، وربما من داخل أجهزة الاستخبارات الإيرانية“.
وذكرت أن ”العمليات الأخيرة التي وجهت ضد أهداف إيرانية، عكست تحولا كبيرا في الاستراتيجية الإسرائيلية المتبعة في الصراع مع إيران، وأن المستوى الرسمي في طهران بات على قناعة بأن اختراقا خطيرا يضرب مؤسسات البلاد المكلفة بالعمل الاستخباري، وينذر بكارثة“.
مواقع سرية
ولفتت الصحيفة العبرية إلى ”جملة من العمليات النوعية التي تؤشر على تغير مسار العمليات الإسرائيلية التي لم تعد تقتصر على أهداف في سوريا، ومن ذلك انفجار يوم الأربعاء الأخير، في إحدى البنايات الكائنة داخل ثكنة عسكرية سرية للغاية في منطقة بارشين قرب طهران، عبر طائرة مسيرة تحمل شحنة ذات قوة انفجارية مرتفعة“.
وأشارت إلى أن ”وسائل إعلام دولية كانت قد دققت في الموقع المستهدف، ووجدت أدلة على وجود أنشطة بحثية سرية مرتبطة بالبرنامج النووي يباشرها أشخاص ينتمون لوزارة الدفاع الإيرانية“.
ويضم الموقع المستهدف مركزا متخصصا في مجال الطائرات المسيرة العسكرية المتطورة، بحسب الصحيفة.
الأرشيف النووي
ونقلت ”يديعوت أحرونوت“ عن المحلل الإسرائيلي والخبير في شؤون الأمن القومي رونين بيرغمان، قوله إن ”الوثائق السرية الخاصة ببرنامج إيران النووي، والتي أعلن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي عام 2018 أنه نجح في سرقتها ونقلها إلى إسرائيل، كانت تحتوي على صور من داخل تلك الثكنة المستهدفة“.
وقال التقرير: ”تظهر تلك الوثائق، حسب المعلومات التي يمتلكها بيرغمان، مخططات لمنشأة على صلة بالتجارب على المواد المتفجرة السريعة، وعلى مكونات حيوية تخص بناء الرؤوس النووية“.
وأضاف: ”قالت مصادر إيرانية رسمية إن الانفجار في بارشين لم ينجم عن حادثة عابرة، وإن مهندس الملاحة الجوية الذي قتل، يعد شهيدا، أي أنه قتل خلال معركة وليس نتيجة عيب فني“.
اختراق استخباري
وذهب بيرغمان إلى أن ”مدى تحليق المسيرات التي هاجمت القاعدة المشار إليها صغير، ومن ثم ينبغي أن تكون قد أطلقت من داخل إيران، ما يعني أن من نفذ العملية ليس فقط على علم بطبيعة الأشخاص العاملين في الموقع السري، ولكنه يعلم بالتحديد أين يقع القسم الخاص بالجانب العسكري“.
وأضاف التقرير: ”كما تؤشر ملابسات العملية على أن من هرب المسيرات التي نفذت الهجوم ونشر طاقما أرضيا داخل البلاد يمكنه الإطلاق والتحكم والسيطرة وتوجيه المسيرات نحو الهدف بدقة بالغة، كل ذلك يعني وجود اختراق عميق داخل الاستخبارات الإيرانية“.
وتابع: ”تؤشر ملابسات العملية أيضا على أن وحدات التطوير التابعة لوزارة الدفاع وكل صور التأمين والدفاع عن حدود إيران مخترقة“.
واستطردت الصحيفة بالقول: ”أضيف إلى كل ذلك، مقتل القيادي الإيراني حسن صياد خدائي، والذي كان يتولى منصبا سريا للغاية في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وتم اغتياله رميا بالرصاص في قلب طهران“.
وأوضحت أن ”العديد من العمليات ومن بينها عملية أساسية تتعلق بسرقة الأرشيف النووي الإيراني مرورا بالوصول إلى مراكز التطوير والإنتاج للمسيرات الإيرانية ووصولا إلى تنفيذ هجمات بأيدي إيرانيين داخل طهران، كل ذلك يعكس تحول الاستراتيجية الإسرائيلية ولو جزئيا نحو حرب شرسة ضد إيران“.
ولفتت الصحيفة إلى أنه ”لا يمكن أن يتخذ القرار بشأن تلك العمليات سوى من قبل أعلى مستويات اتخاذ القرار السياسي في إسرائيل، أي رئيس الحكومة مباشرة“.
العجز عن الرد
من جانب آخر، وعلى صعيد الرد الإيراني، أشارت الصحيفة إلى ”إخفاقات متتابعة في توجيه رد انتقامي إيراني لإسرائيل“.
وبينت بالقول: ”على سبيل المثال، وفي 14 شباط/ فبراير الماضي، دمرت مقاتلة أمريكية في سماء العراق مسيرتين كانتا قد أطلقتا من داخل إيران في طريقهما إلى ضرب أهداف إسرائيلية“.
Comments are closed.