زيارة مفاجأة لبوتين الى “ماريوبول”

موسكو (عربي times)

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الأحد، زيارة مفاجئة إلى ماريوبول، إحدى المناطق الأوكرانية التي ضمتها موسكو.

وهذه المرة الأولى التي يزور فيها بوتين ماريوبول، منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022. كما تأتي الزيارة بعد ساعات قليلة من زيارة أخرى أجراها إلى شبه جزيرة القرم.

وحلق بوتين، يوم الأحد، بطائرة هليكوبتر من شبه جزيرة القرم ثم قام بجولة في ماريوبول في مقاطعة دونيتسك في الشرق، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الحكومية “تاس” يوم الأحد.

وجاءت الزيارتان إلى القرم وماريوبول، بعدما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة الماضي، مذكرة للقبض على بوتين، لاتهامه بـ”المسؤولية عن جرائم حرب ارتكبت في أوكرانيا”؛ ما اعتبرته روسيا أنه “بلا معنى”.

تحد

ووصفت تقارير إخبارية أمريكية، زيارة بوتين إلى القرم وماريوبول، بأنها “رسالة تحد” لمذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، ضد بوتين.

واعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أن بوتين بزيارته الأحد إلى ماريوبول، “تجاهل” مذكرة التوقيف الصادرة بحقه، فيما وصفت صحيفة “نيويورك تايمز”، الزيارة بأنها “بادرة تحد من الكرملين بعد أقل من 48 ساعة من إصدار محكمة دولية أمرًا باعتقال بوتين”.

ودعت المحكمة الجنائية الدولية، في مذكرتها الأولى بشأن أوكرانيا، إلى اعتقال بوتين، لـ”الاشتباه في تورطه بترحيل غير قانوني لأطفال ونقل غير قانوني لأشخاص من أراضي أوكرانيا إلى الاتحاد الروسي”.

وفي أول رد من موسكو على القرار، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا: “قرارات المحكمة الجنائية الدولية ليس لها معنى بالنسبة لبلدنا، حتى من الناحية القانونية”.

وأضافت زاخاروفا على قناتها على تيليغرام: “روسيا ليست طرفًا في نظام روما الأساس للمحكمة الجنائية الدولية، وليست عليها أي التزامات بموجبه”.

جولة بالسيارة

وأشارت “نيويورك تايمز”، إلى أن زيارة الرئيس الروسي إلى ماريوبول، هي “أقرب رحلة لبوتين إلى الخطوط الأمامية” منذ بدء الحرب.

وكانت “ماريوبول” مسرحًا لواحدة من أعنف المعارك منذ الحرب، فعلى مدى أشهر من العام الماضي، أرسلت روسيا آلاف الجنود في ماريوبول، وقصفت المدينة بشكل عنيف.

وفي أيار/ مايو الماضي، تراجعت القوات الأوكرانية، تاركة المدينة المدمرة تحت السيطرة الروسية.

ومنذ بداية فصل الشتاء، يخوض الطرفان معركة طاحنة على الأرض في شرق أوكرانيا، حيث لم يتحرك الخط الأمامي بالكاد، وعانى الطرفان من نقص في الذخيرة ومن خسائر متزايدة، بحسب “نيويورك تايمز”.

وخلال زيارته إلى ماريوبول، اليوم الأحد، قام بوتين بجولة في مختلف أحياء المدينة بسيارة قادها بنفسه، برفقة نائب رئيس الوزراء مارات خوسنولين، الذي أبلغه بسير أعمال البناء وإعادة الإعمار في ماريوبول وما حولها.

وذكر المكتب الإعلامي في الكرملين، الذي لم يحدد مدة الزيارة: “كان الأمر على وجه الخصوص يتعلق ببناء وحدات سكنية جديدة ومراكز اجتماعية وتعليمية وبنى تحتية ومؤسسات طبية”.

وبعد فترة وجيزة، ذكرت الرئاسة الروسية أن بوتين التقى في “روستوف أون دون”، مع قيادة الحملة العسكرية في أوكرانيا.

يذكر أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، زار ماريوبول، في وقت سابق من الشهر الجاري، في إطار “زيارة عمل لمنطقة العمليات العسكرية الخاصة”، بحسب بيان صدر حينذاك عن وزارة الدفاع الروسية.

ويأتي ذلك وسط معركة شرسة في مدينة “باخموت”، الواقعة في إقليم دونباس أيضا.

وأكدت السلطات الأوكرانية، الثلاثاء الماضي، أنها “ستواصل” الدفاع عن ميدنة باخموت، رغم صعوبة الوضع الميداني، في ظل محاولات القوات الروسية لتوطيق المدينة التي أصبحت رمزًا للمقاومة الأوكرانية.

ومنذ أشهر، تحوّلت مدينة باخموت التي كان يسكنها 70 ألف نسمة قبل بدء الحرب الروسية الأوكرانية في شباط/فبراير 2022، إلى مركز للمعارك على الجبهة الشرقية في أوكرانيا.

ورغم التشكيك بأهمية المدينة من الناحية الإستراتيجية، إلا أنّ هذه المعركة، وهي الأطول منذ بدء الهجوم الروسي قبل أكثر من عام، اكتسبت طابعًا رمزيّصا بالنسبة لكييف وموسكو على حد سواء.

Comments are closed.