خريطة توثق الأحفوريات لمواجهة الأزمات العالمية

لندن (عربي times)

بدأ خبراء الآثار منذ 300 عام بجمع الأحفوريات لكل معالم الحياة من نباتات وحيوانات وصخور، والتي انتشرت في أرجاء الأرض بالعصور القديمة، وانقرض معظمها في عصرنا الحالي.

مشكلات الكوكب

ووضع خبراء الآثار هذه الأحفوريات في مجموعات، وتم حفظها بمتاحف التاريخ الطبيعي حول العالم، باعتبارها نافذة تطل على الماضي، وتقدم للعلماء ثروة لا تقدر بثمن من المعلومات لمواجهة الأزمات العالمية الحالية والمستقبلية، مثل الأمن الغذائي والأوبئة والتغيرات المناخية، وكذلك تطوير أدوية ثورية لعلاج الأمراض.

وعلى سبيل المثال، اكتشفت دراسة سابقة من خلال فحص مجموعة من أحفوريات البيض المحفوظة في أحد متاحف التاريخ الطبيعي، أن المبيد الحشري الذي يشار إليه بمختصر “دي دي تي” تسبب في انخفاض سكان الطيور الجارحة.

وكذلك خلال انتشار وباء “كوفيد 19″، فحص خبراء الآثار مجموعات لأحفوريات الخفافيش، في 9 متاحف للتاريخ الطبيعي في أوروبا، لدراسة دورها في تشكيل فيروسات جديدة، والتي تسبب أوبئة غير معروفة مسبقًا.

مخاطر

ورغم قيمتها الكبيرة في التعامل مع الأزمات العالمية الحالية والمستقبلية، إلا أن المجموعات الأحفورية في متاحف التاريخ الطبيعي تواجه الإهمال.

ووفق الموقع الإلكتروني لمتحف التاريخ الطبيعي البريطاني، وجدت دراسة جديدة أن 4500 خبير ومختص في مجال العلوم فقط، يعتني بنحو 1.1 مليار قطعة أحفورية، في 73 متحفًا حول العالم، بينما يقوم 4000 متطوع آخرين بالعناية بها.

وحذرت هذه الدراسة الجديدة، التي أجراها فريق بحثي من خبراء الآثار في ثلاثة متاحف للتاريخ الطبيعي بالولايات المتحدة وبريطانيا، برئاسة متحف “سميثسونيان”، من أن نقص التمويل المناسب لتوفير الخبراء المختصين في العناية بهذه الأحفوريات يجعلها عرضة للتلف، مما يفقدها قيمتها.

خريطة واحدة

وفي خطوة تعد الأولى من نوعها، نجح الباحثون بهذه الدراسة الجديدة، في إنشاء خريطة توثق وتصنف مدى أهمية جميع مجموعات الأحفوريات بمتاحف التاريخ الطبيعي حول العالم.

وأجرى الباحثون مسحًا للأحفوريات المحفوظة في 73 متحفًا للتاريخ الطبيعي في 28 دولة حول العالم.

وأظهرت نتائج المسح أن هذه المتاحف تحتوي على1147934687 قطعة أحفورية، موزعة فيما بينها.

كما كشفت النتائج أن حوالي 16٪ فقط من هذه الأحفوريات، يمكن الوصول إليها إلكترونيًا لدراستها من حول العالم.

ويأمل الباحثون في هذه الدراسة، أن تسهم الخريطة الجديدة في تحسين إدارة الأحفوريات في متاحف التاريخ الطبيعي للعالم، حتى تسهل على العلماء الوصول إليها للحصول على إجابات، وعند إجراء التجارب الخاصة بمواجهة الأزمات العالمية.

Comments are closed.