لندن (عربي times)
تراجعت أسهم البنوك مرة أخرى اليوم الجمعة بعد أسبوع مضطرب في ظل قلق المستثمرين من أن أسوأ المشكلات في القطاع منذ الأزمة المالية عام 2008 لم يتم احتواؤها بعد.
وانخفض مؤشر البنوك الأوروبية الكبرى 2.2 في المئة في التعاملات المبكرة، مع تراجع سهم بنك (يو.بي.إس) السويسري 6.4 في المئة، بينما تكبدت أسهم بنك “دويتشه بنك” خسائر بلغت نحو 15 في المئة لتعمق تراجعها لليوم الثالث على التوالي، بعد قفزة حادة في كلفة التأمين من مخاطر التخلف عن السداد في وقت متأخر أمس الخميس، إذ بلغت 7.99 يورو، وهو أدنى سعر له في أكثر من خمسة أشهر منذ 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2022.
ارتفاع كلفة التأمين على ديون “دويتشه بنك”
وقفزت كلفة التأمين على ديون “دويتشه بنك” مع اتساع سعر عقود المقايضة لأجل خمس سنوات بمقدار 24 نقطة أساس إلى 193 نقطة أساس صباح الجمعة، بعد أن قفزت 31 نقطة في اليوم السابق، وهو أعلى قدر على الإطلاق وفقاً لـ”بلومبرغ”.
وبعدما أثار الانهيار المفاجئ هذا الشهر لاثنين من البنوك الأميركية الاضطرابات في القطاع، سارع بنك “يو.بي.إس” إلى الاستحواذ على “كريدي سويس” يوم الأحد الماضي، بعد أن خسر البنك السويسري المتعثر ثقة المستثمرين.
وأفادت “بلومبرغ ” بأن بنكي “كريدي سويس” و”يو.بي.إس” من بين بنوك خاضعة للتدقيق في تحقيق تجريه وزارة العدل الأميركية حول ما إذا كان متخصصون ماليون قد ساعدوا الأثرياء الروس في التهرب من العقوبات.
في غضون ذلك امتنعا “كريدي سويس” و”يو.بي.إس “عن التعليق، بينما لم ترد وزارة العدل على طلبات من “رويترز” عبر البريد الإلكتروني للتعقيب.
دعم البنوك الهشة
ويأتي انخفاض أسهم البنوك الأوروبية في أعقاب خسائر أميركية أمس، إذ كان المستثمرون يتطلعون لمعرفة إلى أي مدى ستدعم السلطات القطاع، وخصوصاً البنوك الهشة.
وللمرة الرابعة في أسبوع، تحدثت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أمس الخميس لطمأنة المواطنين، إذ قالت إن “النظام المصرفي الأميركي آمن”، بينما قالت للمشرعين الأميركيين إن “الجهات التنظيمية للبنوك ووزارة الخزانة مستعدة لتقديم ضمانات شاملة على الإيداع في البنوك الأخرى كما فعلت في بنكي “وادي السيليكون” و”سيغنتشر”.
في تلك الأثناء أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض، إذ أدى ارتفاع الين إلى إثارة مخاوف بشأن تراجع أرباح الشركات المحلية، بينما استمر قلق المستثمرين من أزمة مصرفية أوسع.
مؤشر “نيكاي” يتراجع 0.13 في المئة
وانخفض مؤشر “نيكاي” بنحو 0.13 في المئة ليغلق عند 27385.25 نقطة، متراجعاً 0.19 في المئة خلال الأسبوع، وهبط مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 0.10 في المئة إلى 1955.32 نقطة ليسجل خسائر أسبوعية بنسبة 0.2 في المئة.
وقال المدير العام لقسم أبحاث الاستثمار لدى “أيواي كوزمو” للأوراق المالية شويتشي أريساوا، إن “ارتفاع الين كان سبب التراجع في السوق اليوم، بينما لا يزال المستثمرون يقيمون الاضطرابات في القطاع المصرفي”.
ولامس الين أعلى مستوى في ستة أسابيع في مقابل الدولار اليوم الجمعة مع استمرار المتعاملين في تقييم تلميحات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن التوقف موقتاً عن رفع أسعار الفائدة.
وتأثر الإقبال على المخاطرة بعد أن أثار انهيار بنك “وادي السيليكون” ومشكلات السيولة في بنك “كريدي سويس” السويسري المخاوف بشأن أزمة مالية عالمية.
تراجع أسهم شركات استكشاف النفط 1.27 في المئة
وانخفض سهم “فاست ريتيلينخ” المالكة لمتاجر “يونيكلو” 1.01 في المئة، ليكون أكثر ما دفع مؤشر نيكاي للانخفاض، كما تراجعت أسهم شركات استكشاف النفط 1.27 في المئة لتكون الأسوأ أداء بين 33 مؤشراً فرعياً في بورصة طوكيو بعد انخفاض أسعار النفط.
وسجلت الشركات المالية أداء ضعيفاً مع تراجع مؤشر البنوك 0.77 في المئة وهبوط مؤشر التأمين 0.77 بالمئة، وسجلت شركة “طوكيو مارين” القابضة للتأمين أكبر تراجع بين أكبر 30 شركة أساسية مدرجة على مؤشر توبكس متراجعة بنحو 1.19 في المئة، تليها مجموعة “ميتسوبيشي يو.إف.جيه” بانخفاض 1.10 في المئة.
استقرار الدولار
على صعيد أسواق العملات استقر الدولار قرب أدنى مستوياته في سبعة أسابيع اليوم، إذ أبقى القلق بشأن البنوك المستثمرين في حال حذر وقيم المتعاملون احتمالات أن يتوقف مجلس الاحتياطي الاتحادي عن رفع أسعار الفائدة.
وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، بمقدار 0.097 في المئة إلى 102.48 نقطة ليبقى أعلى قليلاً من أدنى مستوى في سبعة أسابيع عند 101.91 الذي لامسه أمس الخميس وحقق مؤشر الدولار مكاسب طفيفة أمس الخميس هي الأولى له في ستة أيام تداول.
كان مجلس الاحتياطي رفع يوم الأربعاء الماضي، أسعار الفائدة 25 نقطة أساس كما كان متوقعاً، لكنه اتخذ موقفاً حذراً بشأن مزيد من الزيادات بسبب الاضطرابات التي يشهدها القطاع المصرفي حتى مع إبقاء رئيس المجلس جيروم باول الباب مفتوحاً أمام رفع آخر في أسعار الفائدة إذا لزم الأمر.
الين يرتفع 0.5 في المئة في مقابل الدولار
وارتفع الين 0.5 في المئة إلى 130.16 في مقابل الدولار بعد أن لامس أعلى مستوى في ستة أسابيع عند 130.055 في وقت سابق من الجلسة، بينما استقر الجنيه الاسترليني عند 1.2285 الدولار بعد أن لامس أعلى مستوى في سبعة أسابيع عند 1.2341 دولار أمس في تعاملات متقلبة.
كما صعد اليورو 0.03 في المئة عند 1.0833 دولار ليظل أقل من أعلى مستوى له في سبعة أسابيع عند 1.0930 دولار الذي لامسه أمس.
وسينصب تركيز المستثمرين على بيانات مؤشر مديري المشتريات لشهر مارس (آذار) من منطقة اليورو وألمانيا وفرنسا وبريطانيا المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم لتقييم حال الاقتصاد الأوروبي.
وارتفع الدولار الأسترالي 0.07 في المئة إلى 0.669 في مقابل الدولار، بينما انخفض الدولار النيوزيلندي 0.14 في المئة إلى 0.624 في مقابل الدولار.
Comments are closed.