القدس (عربي times)
رأى تقرير عبري، اليوم الأحد، أنه يجب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن يختار ما بين وزير الدفاع يؤاف غالانت، أو وزير القضاء ياريف ليفين، وذلك في أعقاب تزايد الخلافات داخل حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، حول خطة الإصلاح القضائي.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إن “نتنياهو سيجد صعوبة في تجاهل التحذير من الخطر الأمني، وإذا أوقف خطة إصلاح القضاء، فقد لا تكون لديه حكومة، وربما يكون التمرد في الليكود أفضل بالنسبة له”.
وأضافت أن “البيان الدراماتيكي الذي أدلى به وزير الدفاع يوآف غالانت الليلة الماضية، وطالب فيه بالتراجع عن المضي قدمًا في خطة الإصلاح، زاد من إحكام الفخ السياسي الذي وجد بنيامين نتنياهو نفسه فيه”.
وأوضحت: “من الواضح بالفعل أن إصلاحًا قانونيًا شاملًا وعميقًا وجوهريًا، من النوع الذي قدمه وزير القضاء ياريف ليفين في بداية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، لن يتحقق في نهاية هذا الحدث”.
وتابعت أن “شدة الاحتجاجات التي فاجأت الجميع، سترسل على الأرجح معظم أقسام خطة الإصلاح إلى مزبلة التاريخ، وسيبقى سؤال واحد مفتوحًا، وهو ما الثمن الذي ستدفعه إسرائيل في الطريق إلى هناك؟”.
آراء متعارضة
وحسب الكاتبة موران أوزلائي، “سيتعين على نتنياهو أن يقرر بين مسارات الآراء المتعارضة لكبار وزرائه، وكل واحد فيهم مقتنع بأنه على حق”.
وأضافت أوزلائي: “في أحد المسارات، حذر وزير الدفاع يؤاف غالانت، أمام الكاميرا من أنه لم يسبق له أن واجه مثل هذه الحدة من الغضب والألم بسبب الخلاف الذي تغلغل في الجيش الإسرائيلي، والذي يمثل خطرًا واضحًا وفوريًا وملموسًا على أمن الدولة”.
وتابعت: “وفي المسار الآخر يندفع وزير العدل ياريف ليفين ويحذر من نظام قضائي فاسد، ويعكس إرادة النواة الصلبة لمسؤولي الليكود ويرفض التوقف”.
وقالت إنه “على خلفية الاصطدام المباشر بين غالانت وليفين، سُئل عضو بارز في حزب الليكود هذا الأسبوع عن أي من الوزيرين الكبيرين يعتقد أن نتنياهو سيرميه تحت عجلات الحافلة في ضوء الظروف الراهنة، ليجيب ليس لديه مشكلة في رميهما الاثنين بعيدًا”، مؤكدة أنه “بعبارة أخرى، في الاضطرابات الهائلة التي تمر بها إسرائيل هذه الأيام، لن يخرج أي منهما منتصرًا”.
ولفت التقرير إلى أنه مباشرة بعد خطاب غالانت يوم أمس، تلقى العديد من “رسائل الكراهية” على هاتفه الشخصي ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وكان هناك أيضًا من أشادوا به لشجاعته في إلقاء مثل هذا الخطاب في مثل هذا الوقت العصيب.
ورأى أن “معضلة نتنياهو في الاختيار بين وزيريه الكبيرين تعتبر مشكلة حقيقية، فمن ناحية، لن يتمكن من تجاهل تحذير غالانت الصريح، لأنه ليس من أحزاب اليسار أو المعارضة، وإنما أحد قادة الليكود في الكنيست الحالي، وهو من يجلس في قلب أعصاب الحكومة في موقع لا يرغب فيه أحد، ولديه فقط ما يخسره، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يشك في أنه أثناء جلوسه على أحد الكراسي العليا، يريد ضرر التحالف”.
ومن ناحية أخرى، إذا تجاهل نتنياهو وزير العدل، الذي وعده صراحة بالدعم الكامل، فإنه يخاطر بعدم تشكيل حكومة، حيث يشير الشركاء المتدينون المتطرفون بالفعل إلى أنهم مستعدون للتسوية، لكن هناك جناح كبير في الليكود يرفض التوقف عن خطة الإصلاح، كما هو الحال في حزبي الصهيونية الدينية برئاسة بتسلئيل سموتريش، والقوة اليهودية برئاسة إيتمار بن غفير، حيث تصدر منهما رسائل واضحة مفادها أنه بدون إصلاح قانوني، سيتم الذهاب إلى الانتخابات.
واختتم التقرير بالقول: “لم يبق لنتنياهو سوى أقل من أسبوع بقليل، فهو الذي سيقرر الاستمرار أو التوقف، وربما يكون من الأفضل له أن يأخذ غالانت زمام المبادرة في إيقاف التشريع بطريقة أخرى، ولكن يبدو أن ليس لديه الأغلبية”، بحسب التقرير.
Comments are closed.