غاندي وصناعة المجد

 

يحكى ان غاندي كان يجري بسرعة للحاق بقطار ،وقد بدأ القطار بالسير ، صعوده القطار سقطت من قدمه احدى فردتي حذائه فما كان منه الا ان خلع الفردة الثانية وبسرعة رماها بجوار الفردة الاولى على سكة القطار .

فتعجب اصدقاؤه !!

وسألوه ما حملك على ما فعلت ؟ لماذا رميت فردة الحذاء الاخرى ؟

فقال غاندي الحكيم: أحببت للفقير الذي يجد الحذاء ان يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما ،فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده ولن استفيد انا منها ايضا .

هذا الدرس العظيم من رجل حكيم ، كيف يمكن للسياسة ان تترجم هذا الدرس الى واقع عملي ؟

لو تأملنا الى السياسة العامة للهند كدولة ،استطاعت ان تصنع اجيالا واعدة ، ومرجال دولة تضاهي الدول الكبرى سواء على المستوى السياسي او على المستوى العلمي ،واصبحت الهند بفضل عبقرية الرجل المكافح ضد الاحتلال الانجليزي ان يحرر الهند من قيود الهيمنة البريطانية، وان يؤسس لبلد يدخل عالم المنافسة في جميع القطاعات .

فتحولت الهند الى منافس قوي ونووي ينافس اعتى البلدان الصناعية ،حتى تحولت الهند الى مصدر للعباقرة في ارجاء العالم هنا وهناك ، ووصلت القمر وتحولت الى بلد يحسب له الف حساب على المستوى السياسي والعلمي .

ومن عجائب وغرائب الزمن ان يحكم بلاد الضباب وتسلم رئاسة الوزارء رجل من اصول هندية ، وحتى بات الامر عالميا حيث طالبت امريكا بمنح الهند مقعدا دائما في عضوية الامم المتحدة لتكون الدولة السادسة بعد امريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا ، وهذا كله بفضل النضال الذي انتهجه رجل الهند الاول غاندي الذي صنع اجيالا واعدة تبني ولا تهدم ، فلو طبقت سياسة غاندي على اصقاع المعمورة سياسيا لعاش الناس بسلام ابدي دون نزاع او هيمنة جهة على حساب جهة اخرى او لوزعت الثروات تبعا للنسمات ، لكن كيف والكل ينهش بالشعوب داخليا …………….. وخارجياً ؟.

د. علي عبد الاله

كاتب واعلامي

العراق

Comments are closed.