وتلك الأيام نداولها بين الناس.،لست ممن يتقن الخوض في بحر الفلسفة الإسلامية والفكر الإسلامي ، لأنني على ما يبدو لم اجهز قاربا ليوم تشخص فيه الأبصار، قادرا على مجابهة تيارات المدارس الفكرية والفلسفية الكثيرة والمتعددة المشارق والمذاهب .
وعليه، فقد اليت على نفسي أن لا أتحدث الا من على الجرف،ولن اتبنى منهجا أو فكرا أو عقيدة الا ماتبنيت لأنني سوف اكون امنا من الغرق ، وبالتالي فإن تفسيري للآية الكريمة ،هو ذاته الذي تبناه ائمتي وعلمائي ولن أحيد عنه ، وعند مقارنة المتبنى مع النظريات الحديثة،فإنها تؤكد دون أدنى شك من أن الأيام لها دورات ، وهذا ما يعرف بالايقاع الحيوي وهذه تؤثر حسب رأي العلماء والمختصين في سلوك الفرد وتصرفاته .
ومن منطلق الآية الكريمة ،والتي تقول (ولقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ) والمقصود التكامل الجسدي والذي من خلاله يصبح قادر على أداء وظائفه الحياتية ولا علاقة للسلوك بهذا الأمر ، وبالتالي فإن طغاة ومجرمين العصور الموغلة في التاريخ لا يختلفون عن أقرانهم في العصور الوسطى والحالية .
وان الله تبارك وتعالى عندما أوحى لنوح (عليه السلام ) أن أصنع الفلك فإن هنالك ما يدلل على أن الخالق قد أصدر أمرا لحادث جلل ، فالطوفان كان هو الحل مصدقا للآية الكريمة والتي نزلت بعد الطوفان بآلاف السنين . (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ) .
ولا أعتقد أن هنالك حالة من الافساد تستبيح كل المنظومات القيمية أكثر مما عملته عليه ايدي الاستكبار العالمي ، وان الخلاص من هذا الشر المحدق ببني البشر لابد وان يكون طوفانا لايختلف عن طوفان نوح بقوة التأثير ، ولكن المختلف أن الطوفان لم يكن مياه تغمر الأرض وانما هو موج من القيم العليا كان يعتمر في صدور ثلة من الاولين وقليل من الآخرين ،جاءت كالموج الهادر ليغسل كل ادران الحضارة الغربية القائمة على الترويج للتسافل ، وتعمل على استباحة المحرمات، والترويج لثقافات منحرفة ضالة مشبوهة مبنية استعباد الإنسان .
الحضارة الغربية التي استباحت أرضا وشعبا ،وتقتل وتستبد وتشرد وتنكل من دون رادع ووازع ، لم تحترم اي قيم سماوية، كانت أم وضعية ؟ولكن!؛
هيهات للظلم أن يستمر، فما كان للفتية إلا أن يركبوا سفينة الخلاص ،سفينة أعدت منذ أكثر من أربعين عاما ،كحال جده نوح يستخف به المارة ،ويستهزئون به، وحينما جرى السيل نادى، اركبوا “باسم الله مجربها ومرساها” فانطلقوا يمخرون عباب البحر ليغسلوا وجه الأمة بدمائهم من تراكمات الفشل والإحباط والخنوع ،والذل ليسطروا اروع ملحمة ،سوف يقف أمامها ،قادة ومفكرون ومنظرون الأكاديميات العسكرية ،برؤوس منحنية ،فما حصل لم يدرس من قبل، ولكنه سوف يصبح منهاجا وعرفا ” يدرس” .
د. عائد الهلالي
العراق
Comments are closed.