هل يُحدث ChatGPT ثورة في مجال التغذية؟

لندن (عربي times)

في دراسة رائدة مؤخرًا في مجلة Applied System Innovation، تعمق الباحثون في إمكانية استخدام تطبيق ChatGPT كأداة لتحسين المعرفة التغذوية، خاصة للأفراد الذين يفتقرون إلى الخبرة المهنية المتعلقة بالتغذية.

وبحسب موقع “ميديكال نيوز”، يقدم تطبيق ChatGPT، وهو تقنية ذكاء اصطناعي متقدمة، تعليمات غذائية مخصصة لأولئك الذين يبحثون عن المعلومات والتوجيه من خلال واجهة تفاعلية ديناميكية، على عكس تطبيقات النظام الغذائي التقليدية الأخرى.

واللافت في الأمر، كان تحقيق التطبيق درجات تكاد تكون مساوية لتلك المطلوبة لاجتياز اختبار الترخيص الطبي بالولايات المتحدة (USMLE)، مما يدل على كفاءته في تقديم معلومات موثوقة.

ووفقًا للدراسة، قدم التطبيق توصيات بناءً على معالجة اللغة والخوارزميات، مما ساعد المستخدمين على زيادة تنوع نظامهم الغذائي، وتحديد وصفات الطعام الجديدة، وتحسين استهلاكهم للسعرات الحرارية.

كما تمكن التطبيق من الإجابة على الاستفسارات حول فئات الطعام المختلفة، أو أهمية عناصر غذائية معينة، أو دحض الخرافات الغذائية الشائعة، كما تمكن من تقدير إنفاق الطاقة اليومي بناءً على عوامل فردية مثل الطول والوزن والعمر والجنس ومستوى النشاط.

ميزات ChatGPT

إحدى ميزات ChatGPT البارزة، بحسب الدراسة، هي نهجه في تعزيز بيئة تعليمية سهلة الاستخدام إذ يستجيب بسرعة وفعالية لاستفسارات المستخدم، مما يوفر تجربة تعليمية ديناميكية.

كما يقوم ChatGPT بتوسيع فائدته إلى عملية الرعاية الغذائية، إذ يمكنه تقديم توصيات غذائية عامة، وتقييم الاحتياجات الغذائية الفردية، وتحليل تكوين الجسم، وتوفير أدوات التقييم الغذائي، وتوضيح الحالات الطبية الشائعة المتعلقة بالتغذية وعوامل الخطر المرتبطة بها.

أما في مجال تشخيص التغذية، يتفوق ChatGPT في تقديم التشخيصات الغذائية القائمة على الأدلة العلمية للحالات الشائعة، وتحديد المشكلات المرتبطة بالتغذية، وشرح أهمية هذه التشخيصات لتطوير علاج مناسب للمشكلة.

وخلال مرحلة التدخل الغذائي، يقدم ChatGPT نصائح غذائية أولية، وتخطيطًا فرديًا للوجبات، وأفكارًا لتعديل الوصفات، وإرشادات حول أساليب تغيير السلوك، وتكرار الوجبات، والتحكم في حجم الحصة لإدارة الوزن. كما أثبت فعاليته في مرحلة مراقبة وتقييم التغذية، إذ يساعد في تحديد أهداف قابلة للقياس وتوفير الأدوات لتتبع المدخول الغذائي، وعوامل نمط الحياة، وممارسة الرياضة البدنية.

ومع ذلك، فقد أكدت الدراسة أن ChatGPT لا يمكن أن يحل محل الخبرة والدعم العاطفي الذي يقدمه أخصائيو التغذية، كما لا تتوافق أدواته مع مذكرات الطعام التقليدية، مما يجعل من الصعب استرداد وتحليل معلومات تناول الطعام السابقة. إضافة إلى ذلك، فإنه يفتقر إلى القدرة على التحقق مما إذا كان قد تم استهلاك الوجبات الموصى بها، مما يعوق المستخدمين في تتبع تناولهم للوجبات، كما لا يمكنه جدولة المهام، وهي الميزات الأساسية لتطبيقات تخطيط الوجبات.

علاوة على ذلك، فإن ChatGPT غير مجهز للتعامل مع تعقيدات خدمات التغذية، والفحوصات البدنية، والمخاوف الأخلاقية، كما أنه يعتمد على المصادر المتاحة للجمهور للحصول على المعلومات الغذائية، بدلا من قاعدة بيانات التغذية المعتمدة.

وبهذا، خلصت الدراسة إلى أن ChatGPT وسيلة واعدة لتحسين المعرفة التغذوية، ولكنه يتطلب المزيد من التحسين، خاصة مع احتمالية وجود معلومات غير دقيقة، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى التحقق من كفاءته لضمان تقديم إرشادات تغذوية موثوقة ودقيقة.

Comments are closed.