باريس (عربي times)
كشف تقرير فرنسي كواليس عملية اعتقال 4 من عناصر المخابرات الفرنسية، في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، قبل نحو شهرين.
وقالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، اليوم الأربعاء، إنه، في مطلع ديسمبرالماضي، ألقت السلطات البوركينابية القبض على 4 عملاء فرنسيين من (المديرية العامة للأمن الخارجي) في واغادوغو، بعد 48 ساعة من وصولهم إلى عاصمة بوركينا فاسو.
وأضافت أن العملاء كانوا في مهمة رسمية، ومعهم جوازات سفر وتأشيرات، في إطار التعاون الفني والعملياتي مع وكالة الاستخبارات الوطنية البوركينية، على الرغم من التوترات القوية بين باريس وواغادوغو.
وقالت مصادر خاصة إن “العملاء الأربعة وصلوا إلى بوركينا فاسو بجوازات سفر دبلوماسية وتأشيرات إلكترونية وليست دبلوماسية رسمية”، بحسب المجلة.
بدورها، اعتبرت المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي، أن سفر العملاء الفرنسيين بتأشيرة إلكترونية، ربما نتيجة “خطأ إداري”.
وقالت المجلة إن “المجلس العسكري في بوركينا فاسو الذي يتزعمه إبراهيم تراوري طالب بتسليم العديد من الشخصيات البوركينابية، بما في ذلك جبريل باسولي، وفرانسوا كومباوري مقابل إطلاق سراح عناصر المخابرات الفرنسية”.
وأكدت أن “محققين في بوركينا فاسو عثروا على صور لمواقع حساسة في واغادوغو واتصالات في مناطق تشهد توترًا أمنيًا في أجهزة العملاء الأربعة الفرنسيين المعتقلين”.
وقال قادة فرنسيون إن “هذا الخطأ الإجرائي لا يبرراعتقال واحتجاز هؤلاء العملاء الأربعة من المجلس العسكري بقيادة إبراهيم تراوري”.
ويخضع العملاء الأربعة المتهمين بـ “التجسس” لتحقيق قضائي فتحته السلطات البوركينابية وتم احتجازهم وإجراء مقابلات معهم في سرية تامة في مديرية أمن الدولة لمدة 10 أيام تقريبًا، بعد ذلك نقلوا بشكل منفصل إلى مركز الاحتجاز والإصلاح في واغادوغو.
وكشفت المجلة أنه “بفضل المفاوضات مع باريس، تم إخراجهم ووضعهم تحت الحراسة في الفِلل الحكومية في مدينة أزيمو، في منطقة (واجا 2000) الراقية، وما زالوا محتجزين هناك، في ظروف جيدة، ولا يتعرضون لسوء المعاملة، كما أنهم بصحة جيدة، ويتلقون زيارات منتظمة من محاميهم البوركينابي”.
وأثارت هذه القضية الحساسة حفيظة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضد المديرية العامة للأمن الخارجي، وعجلت بإقالة مديرها برنارد إيميه، كما أن قصر الإليزيه ورئيس الأركان الخاص بالرئيس، الجنرال فابيان ماندون، يتابعون تلك القضية عن كثب، بحسب “جون أفريك”.
ووفقًا لعدة مصادر قريبة من الملف، فإن المفاوضات المفتوحة بين الفرنسيين والبوركينابيين من أجل إطلاق سراحهم توقفت.
وفي محاولة للتقريب بين الطرفين، تم تفعيل الوساطة التوغولية بشكل سري.
وخلال منتصف ديسمبر، ذهب مسؤول كبير من أجهزة الاستخبارات التوغولية إلى واغادوغو لمناقشة الأمر مع المقدم إسماعيل ديواري، رئيس الأركان الشخصي لإبراهيم تراوري، ولكن دون جدوى، لايزال الفرنسيين الأربعة محتجزين في بوركينا فاسو، على ما ذكرته المجلة الفرنسية.
Comments are closed.