لندن (عربي times)
القوات الروسية تواصل زحفها الشرس في شرق أوكرانيا، بينما الرئيس بوتين يحط الرحال في العاصمة غروزني بعد غياب طويل، ويتفقد القوات الشيشانية المتجهة إلى ساحة المعركة في أوكرانيا.
هذه الخطوة سبقتها زيارة للزعيم الروسي إلى أذربيجان في توقيت حساس للغاية، حيث تخوض قواته ذروة المعارك لاستعادة زمام المبادرة في الحرب مع أوكرانيا بعد تمكّن الأخيرة من التوغل في مقاطعة كورسك الروسية، والسيطرة على مناطق واسعة فيها.. خطوة اعتبرها مراقبون إشارة واضحة على نية موسكو تصعيد العمليات العسكرية، خاصة في ظل التقدم الروسي المتواصل في دونيتسك ولوغانسك.
بالتزامن مع احتدام المعارك..توعد دميتري ميدفيدف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي بهزيمة أوكرانيا بشكل كامل، وأنه لن تكون هناك مفاوضات حتى تُهزم أوكرانيا تمامًا.. وهاجم الغرب قائلاً: “انتهت الثرثرة الفارغة للوسطاء الذين لم يوكّلهم أحد لإحلال السلام، فالأمور باتت واضحة للجميع”.
وجاء موقف ميدفيديف بعدما وجهّت المخابرات الخارجية الروسية اتهامًا لأجهزة مخابرات الولايات المتحدة، وبريطانيا، وبولندا، بالمشاركة في الإعداد للتوغل الأوكراني في كورسك، وقالت إن “الوحدات المشاركة في هذا الهمجو خضعت لتنسيق قتالي في مراكز تدريب في بريطانيا وألمانيا”.
وبينما تشيد السلطات الأوكرانية بنجاح توغلها في عمق الأراضي الروسية، يرى خبراء الحرب أن هجوم موسكو شرقي أوكرانيا زادت وتيرته ، فيما ينذر باستيلاء الجيش الروسي على مركز رئيس آخر وهو مدينة بوكروفسك الإستراتيجية التي تعد من أهم المعاقل الدفاعية الرئيسة لأوكرانيا، ومركزًا لوجستيًا رئيسًا في منطقة دونيتسك.
والاستيلاء على هذه المدينة من شأنه أن يعرّض قدرات أوكرانيا الدفاعية وطرق الإمداد للخطر، وسيقرّب روسيا من هدفها المعلن المتمثل في الاستيلاء على منطقة دونيتسك.. ومن بعدها دونباس بأكملها، وبحسب المواقف الراهنة ربما التطلعات الروسية أصبحت أبعد من ذلك بكثير.
فالتصعيد الروسي مدفوعًا بعوامل داخلية وخارجية، يشير إلى أن الكرملين قد اتخذ قراره بتغيير قواعد اللعبة، وهذه التطورات المتسارعة تضع العالم أمام مرحلة جديدة يُحتمل أن تكون الأكثر دموية، حيث يبدو أن الأبواب تُغلق بشكل نهائي أمام أي تسوية سياسية مما يثير مخاوف من اندلاع حرب شاملة قد تمتد آثارها إلى ما وراء حدود أوكرانيا.
Comments are closed.