العراق وإسرائيل: مخاوف من مخططات تقسيمية

في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها العراق، تصاعدت النقاشات حول ما يعتقده بعض الساسة والمختصين من أن هناك مخططًا يستهدف تقسيم البلاد إلى ستة محافظات، يكون لها طابع خاص تحت التأثير الإسرائيلي. هذه المخاوف، التي تنبع من تجارب تاريخية وصراعات معقدة، أثارت قلقًا واسعًا في الأوساط السياسية والاجتماعية.
تاريخ التوترات
تاريخ العراق مليء بالتحديات السياسية والأمنية، بدءًا من الاحتلال الأميركي عام 2003 وما تبعه من فوضى وصراعات طائفية، وصولاً إلى ظهور تنظيم داعش الذي زعزع استقرار البلاد. ومع كل هذه الأزمات، كانت هناك محاولات متعددة لتفكيك البلاد إلى مناطق أكثر قابلية للحكم. اليوم، يثير الحديث عن الخطط الإسرائيلية من جديد، تساؤلات حول السيادة الوطنية.
المخاوف من التقسيم
يتحدث البعض عن أن تقسيم العراق إلى ست محافظات قد يكون جزءًا من مخطط أكبر يهدف إلى تعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة. هذه الرؤية ترتكز على تصور أن العراق، بموارده الغنية وتنوعه الثقافي، يمثل تهديدًا محتملاً لا بل دائما للمصالح الإسرائيلية. لذلك، يُعتقد أن هناك رغبة في إضعاف العراق كدولة موحدة من خلال تشجيع الفتن الطائفية والانقسام الداخلي.
الأبعاد السياسية
يعتبر الساسة العراقيون أن مثل هذه الخطط، إن وجدت، لن تؤدي إلا إلى تفكيك البنية الاجتماعية والسياسية وتفكيك المنظومة القيمية للبلاد. ويشددون على أن الوحدة الوطنية هي المفتاح لتحقيق الاستقرار والازدهار. تشير الأبحاث والدراسات إلى أن التنوع العرقي والديني في العراق يمكن أن يكون مصدر قوة إذا ما تم استغلاله بشكل إيجابي.
دور القوى الإقليمية
تتداخل في هذه القضية مصالح قوى إقليمية متعددة، منها إيران، تركيا، والدول العربية. كل منها لديها رؤية مختلفة حول مستقبل العراق، مما يزيد من تعقيد الوضع. تظل إسرائيل لاعبًا رئيسيًا في هذه المعادلة، حيث تسعى لتعزيز وجودها في المنطقة عبر تحالفات استراتيجية قد تؤثر سلبًا على العراق.
الحاجة إلى الوعي والمقاومة
في ظل هذه الأوضاع، يتوجب على الشعب العراقي أن يكون واعيًا للمخاطر التي تهدد وحدته. يحتاج المجتمع بكل مكوناته وطوائفه وشرائحه إلى تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم بين مختلف المكونات. كما ينبغي على الحكومة العراقية تعزيز سيادتها من خلال سياسات تعزز الاستقلالية الاقتصادية والسياسية والامنية. وان لا نسمح باتساع الفجوة مابين الحكومة وفصائل المقاومة باعتبارها إحدى الضمانات والتيري يعول عليها كثيرا في التصدي لمثل هكذا مخططات.
إن الحديث عن مخططات تقسيم العراق تحت التهديد الإسرائيلي ليس مجرد نظرية مؤامرة، بل هو موضوع يستدعي اهتمامًا جادًا من جميع مكونات المجتمع. من الضروري أن يبقى العراق موحدًا وقويًا، قادرًا على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. الوحدة الوطنية والعمل الجماعي هما السبيلان لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. كما أن التماهي مع مشروع الحكومة الحالية في الدفع باتجاه التنمية وعقد الشراكات والاتفاقات من خلال الدبلوماسية المنتجه من الممكن أن يكون إحدى نقاط القوة التي نستطيع بها مجابهة هذا التحدي الخطير.
د. عائد الهلالي

العراق

Comments are closed.