عقد رئيس الوزراء السوداني، محمد شياع السوداني، مؤتمرًا صحفيًا بمناسبة مرور عامين على حكومته، حيث قدم تقييمًا شاملًا للبرامج الحكومية وأداء وزرائه. في حديثه، تميز بالواقعية والشفافية، إذ أكد أن نسبة إنجاز البرنامج الحكومي بلغت 62%، وهو رقم يعتمد على بيانات دقيقة وموضوعية. هذه الشفافية في تقديم الأرقام تعتبر تحولًا مهمًا في أسلوب الحكومات السابقة، حيث كان الحديث عن الأرقام غالبًا ما يتسم بالغموض وعدم الدقة.
التحول في الخطاب الحكومي
للمرة الأولى، يتحدث رئيس حكومة بوضوح عن إنجازاته، مما يتيح للمواطنين فهمًا أفضل للجهود المبذولة. كان من المعتاد أن تكتفي الحكومات السابقة بإطلاق تصريحات عامة عن النجاح دون تقديم تفاصيل أو أرقام تدعم ذلك. لكن السوداني اتخذ خطوة جريئة بمتابعة نسب الإنجاز بشكل دقيق، وهذا يعكس التزامه بالمساءلة والمصداقية.
الأولويات الخمس للإصلاح والتنمية
استثمر السوداني هذه المناسبة للتأكيد على أولويات حكومته الخمس في مسار الإصلاح والتنمية. هذه الأولويات تمثل خريطة طريق واضحة نحو تحقيق الأهداف الوطنية، وتعكس الرؤية الشاملة التي تسعى الحكومة لتحقيقها. التركيز على هذه الأولويات يدل على إدراك الحكومة لأهمية تحديد المسارات الرئيسية التي يجب الالتزام بها لضمان نجاح الإصلاحات.
انتقادات موضوعية وتقييم أداء الحكومة
أحد الجوانب البارزة في حديثه كان انتقاده لأداء الحكومة، حيث أشار إلى بعض التأخيرات والعقبات التي واجهت القطاعات المختلفة. هذه الشفافية في النقد الذاتي تعكس حرصه على تحسين الأداء والالتزام بالمواعيد المحددة. بالاعتراف بالتحديات، يتيح السوداني لنفسه الفرصة لتصحيح المسار وتقديم حلول ملموسة، مما يعزز ثقة المواطنين في حكومته.
التعديل الوزاري كأساس للتقدم
تناول السوداني أيضًا موضوع التعديل الوزاري، موضحًا أنه يعتمد على أسس مهنية وليست سياسية. هذه النقطة مهمة، إذ تؤكد على أن التعديلات تأتي في سياق تطوير الأداء الحكومي وليس نتيجة لصراعات سياسية أو مصالح شخصية. يشير ذلك إلى أن الحكومة تسعى لضمان توافق وزرائها مع أهدافها، مما يعزز من فرص تحقيق الإنجازات المرجوة.
تعزيز المساءلة والشفافية
حديث السوداني يعكس أيضًا رغبة قوية في تعزيز مبدأ المساءلة. من خلال تقديم تقييمات دورية لأداء الوزراء، يسعى إلى بناء ثقافة من الشفافية والمحاسبة، وهي ثقافة غائبة عن العديد من الحكومات السابقة. هذا التحول يمكن أن يسهم في تعزيز الثقة بين الحكومة والشعب، حيث يشعر المواطنون بأن هناك آليات فعالة لمراقبة الأداء الحكومي.
نحو إصلاح شامل
بشكل عام، يمكن القول إن حديث رئيس الوزراء السوداني كان خطوة إيجابية نحو تحقيق إصلاحات شاملة ومتعددة الأبعاد. بتأكيده على الالتزام بالمواعيد والأهداف، وطرح قضايا الأداء بشفافية، يظهر السوداني استعداده لتقديم حكومة تلتزم بتطلعات الشعب. إذا استمرت هذه الروح في العمل، فقد نشهد تحولات إيجابية تؤدي إلى تحسين الأوضاع في البلاد وتعزيز التنمية المستدامة.
د.عائد الهلالي
العراق
Comments are closed.