حكاية وطن

حشدنا وجيوشهم

الحكومات هنا وهناك تدرك أن التاريخ ليس مجرد أحداث مضت، بل هو سلاح حاضر يُشكّل الوعي ويُحرك الشعوب، لذا تحارب بشراسة أي محاولة لمراجعة التاريخ وبعزفون نغمة (تلك أمة قد خلت)!! . لكن تحرر المستقبل يبدأ دائمًا بكسر قيود الماضي وتحرير التاريخ هو الخطوة الأولى نحو تحرير الإنسان.
وقبل ان ابدأ في كتابة العمود ،وقفت حائراً امام جملة من الامور التي شغلتني شخصياً على المستوى الاعلامي ، وتساءلت : ما الذي سيجري لو لم يكن ” الحشد الشعبي” موجودا ؟ ، وما الذي يمكنه أن يوقف تمدد داعش الإرهابي “الابن المدلل لامريكا” ؟ .

يقينا هناك جملة من العثرات التي رافقت أضعاف المنظومة العسكرية لا سيما من بعض السياسيين الذين كانوا ابواقا للنظام الدكتاتوري العفلقي، اريد ان اذكرها حتى لا نقحم القارئ بأمور هو في غنى عنها ، لكن جل ما نصبو اليه اننا وبحمد الله تعالى تجاوزنا الكثير من الهفوات والعثرات والزلات ، التي مكنت أبطال الحشد من دحر اعتى ارهاب في الوقت الراهن ، بعد راهن الاحتلال الأمريكي على تحرير ” الموصل ” سنوات عجاف، وكنا بأمس الحاجة لنقتبس من ” الحشد الشعبي ” الامل حتى نمضي وبفضل الله تعالى مضينا حيث الحياة باتت أكثر اشراقا .
وبعد تمكين أبطال الحشد من تحرير الموصل والكثير من الأراضي أصبح المواطنون في أفضل حالاتهم.
يقيناً ان خلاصنا جميعاً “مواطنون وصحافيون ومسؤولون” في  (التسامح والقبول بالآخر والانفتاح واعتماد الحوار المتكافئ ) والذي هو شعار الحشد الشعبي، أما الاخر ، فهل تتحقق هذه الامنية مجتمعة في بلد ينام ويصحو على الازمات الفمتعلة بسبب فشل بعض السياسيين، فالمواطن يراهن على الحشد الشعبي الذي يثق به ويأخذ بيديه إلى بر الامن الأمان، فهل فهم الدرس الآخرون ان قيمة المواطن من قوة ” حشدنا المقدس،وعليه دعمه وربما التأسي به وتضحياته النبيلة والذي يعد المتنفس الوحيد لأمن الوطن…والموطن وهو أهم صفحات الوطن وحكايته انه “حشد الشعب”  .

اسرائيل والمقاومة !

وأمام سيل الانتقادات للقبة الحديدية، وعجزها عن حماية تل أبيب، اكتفت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية اليمينية بالقول إنه لا يوجد نظام دفاع صاروخي، مهما كان متقدما، يتمتع بحصانة كاملة ضد الهجمات الصاروخية المكثفة.

لم تستطع كل البيانات التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، ومفاخرته بنجاح نظام القبة الحديدية في اعتراض 90 % من صواريخ الفصائل الفلسطينية، إقناع دوريات عسكرية دولية متخصصة بالتسليم بالرواية الإسرائيلية وكأنها حقيقة مطلقة.

3000 صاروخ خلال 8 أيام من قطاع غزة باتجاه إسرائيل،أطلقته حركة حماس ؟! أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، كما وصلت لأهداف بعيدة لم تكن في الحساب سابقاً، وهو ما وصفته ”ناشيونال إنترست“ بأنه أصعب اختبار لنظام القبة الحديدية منذ إنشائه، هذه الحقيقة ارعبت اسرائيل ،فاذا كانت عاجزة عن مواجهة حماس فكيف اذا نشبت حرباً بين اسرائيل ودولة ، اعتقد ستهوى وان قبتها الحديدة ( الخشبية ) ستكون في واد سحيق ؟! .

نجاحنا وفشلهم

السير ريتشارد تشارلز نيكولاس برانسون ، رجل أعمال بريطاني ومؤسس مجموعة فيرجين غروب التي تضم أكثر من 360 شركة، أسس برانسون مجموعة مراكز تسجيل باسم فيرجين ريكوردس في بداية السبعينيات وتغير اسمها لاحقا إلى فيرجين ميغا ستورز، في يوم من الايام زار احد الفروع فجأة ، ووجد احد الموظفين نائما **مسكه متلبساً وبالجرم المشهود) ،التقط صوره بجانبه ونشرها معلقا عليها،( لكي تبقى شركتنا الأولى في إرضاء عملائها عمل هذا الموظف حتى التعب ، ما اضطره للراحة قليلا ).

بتصرفه كسب ولاء الموظفين حين رأوا الصورة .. وكسب ثقة واحترام العملاء الذين لمسوا حنكته في الادارة ،هناك من يجرحك بأخلاقه …. وهناك من يحرجك بأخلاقه ….الفرق اللغوي هي النقطة وفرق المعنى كبير، النجاح لا يأتي صدفه.. بل بالعمل والدراسة والاستفادة من تجارب الاخرين .. ثم الاعتماد على النفس ،بالطبع القصة قصيرة لكنها مليئة بالعظات الجميلة ومع قصتنا التي حتما ستنتهي في العراق !، لكني أردت أن ألفت الانتباه إلى الجانب الانساني منها،لعل يكون فيها فائدة ، ليقارن حجم الدمار الهائل الذي حل بنا ارضاً وشعباً منذ 22 عاماً !! ،بسبب الاحتلال الامريكي وعرقلة نهضتنا .

محمد داود عيسى

رئيس التحرير

العراق

Comments are closed.