لندن (عربي times)
أفاد تقرير لصحيفة “التايمز” إلى أن ميزانية حكومة بريطانيا الجديدة تُمزق نسيج الاقتصاد، وإن حزب العمال أظهر ألوانه الحقيقية من خلال الزيادات الضريبية “الحاقدة” التي استهدفت الشركات العائلية والمزارعين.
وبحسب كاتب التقرير جيمس دايسون؛ كبير المهندسين ومؤسس شركة دايسون، قامت وزيرة المالية، راشيل ريفز، بضربة واحدة جاهلة بالطموح بقتل الشركات العائلية القائمة، وأي حافز لبدء شركات جديدة، مع ضريبة الوفاة العائلية البالغة 20%، والتي تفرضها في كل مرة يمر فيها جيل من الشركات العائلية.
وسواء أكان الأمر يتعلق بالتجار المستقلين في الشوارع الرئيسية، أو المزارعين الذين يزرعون الطعام، أو رواد الأعمال الذين يتحدون الوضع الراهن، فإن الشركات العائلية هي شريان الحياة للاقتصاد.
وهناك ما يقرب من 5 ملايين شركة عائلية في المملكة المتحدة، مسؤولة عن حوالي 14 مليون وظيفة، وتساهم بمئات المليارات من الضرائب التي تمول الخدمات العامة.
واستهجن التقرير أن حزب العمال يتباهى بفخر بمحاولة جذب الاستثمار الأجنبي، في حين يقوم في الوقت نفسه بتدمير الشركات المحلية.
وقال إن إلغاء ريفز للإعانات العقارية التجارية، الذي قدمته في الأصل حكومة حزب العمال في عام 1976 وعززته حكومة براون بإعانات رجال الأعمال، يُعني أن الأسر البريطانية تتحمل فاتورة ضريبية غير قابلة للدفع في كل مرة يموت فيها المالك.
وفي حين أن الشركات العاملة في بريطانيا والمملوكة لعائلات أجنبية لن تضطر إلى دفع ضريبة حزب العمال؛ وكذلك الشركات المملوكة للأسهم الخاصة لن تدفع؛ والشركات العامة المدرجة في أسواق الأوراق المالية لن تدفع؛ فإن الشركات العائلية البريطانية المحلية هي التي ستدفع.
وتابع التقرير بأن وزيرة المالية تتجاهل حقيقة أن ثروة هذه الأمة لا يتم بناؤها من قبل الحكومة ولكن من خلال المشاريع الخاصة ورجال الأعمال، حيث يكدح هؤلاء العاملون خارج نطاق أمان الوظيفة العامة، لتمويل فورة إنفاقها من ضرائبهم.
وأكد على أن الدولة موجودة لدعم الأفراد في مساعيهم، وليس العكس.
واستشهد التقرير بجهود شركة دايسون العائلية في مجال الزراعة حيث وظفت 270 عاملا وانتجت في العام الماضي 40 ألف طن من القمح، و9 آلاف طن من الشعير الربيعي، و12 ألف طن من البطاطس، و29 ألف طن من بنجر السكر، و1250 طنًا من الفراولة على مدار العام، بالإضافة إلى تربية 2000 رأس من الأغنام و800 رأس من الماشية.
علاوة على استثمار 140 مليون جنيه إسترليني في تحسين البنية التحتية، بالإضافة إلى تكلفة الأرض، لتحسين مزارع بريطانيا للأجيال القادمة.
وفي حين يقوم المزارعون في جميع أنحاء بريطانيا بالعمل لأنهم يريدون إحداث فرق ويؤمنون بشدة بالزراعة، ستكون البلاد، نتيجة لخطط ريفز، أكثر اعتمادًا على الواردات الغذائية الخارجية التي يتم تسليمها من خلال سلاسل التوريد التي لا يمكن التنبؤ بها.
وخلُص التقرير إلى أن الشركات العائلية تعتبر ترياقًا للنزعة قصيرة المدى التي تمثل آفة الاقتصاد البريطاني والتي يشكو منها الجميع.
وفي حين إن الشركات العائلية تجري في الدم؛ رحلة مشتركة بين الشركة والعائلة عبر الأجيال، سوف تفتقدهم بريطانيا بشدة.
Comments are closed.