أحم نفسك من الأمراض التنفسية في الشتاء

جنيف (عربي times)

تنتشر الفيروسات في مختلف أنحاء العالم مع قدوم فصل الشتاء ما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في حالات الامراض التنفسية وهو ما يثير مخاوف الخبراء بشأن قدرة الأنظمة الصحية على التعامل مع هذا التحدي.

ويحذر مختصون من أن هذه الزيادة قد تضع ضغوطًا أكبر على المستشفيات والمرافق الصحية، ما يفاقم من صعوبة التصدي لهذا الوضع.

وتشمل هذه الفيروسات، بحسب تقرير نشره موقع “يورو نيوز”، فيروس الإنفلونزا وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) وفيروس كورونا (COVID-19)، التي قد أصبحت أكثر شيوعًا منذ جائحة كوفيد-19، ما يسبب تهديدًا ثلاثيًا محتملاً هذا الشتاء.

وأوضح أنه على الرغم من ندرة الحالات الشديدة، فإنها تسهم كثيرًا في زيادة الضغط على المستشفيات في ذروة الأوبئة، ما يستدعي ضرورة الاستعداد الكامل لمواجهة هذه التحديات.

ووفقًا لملخص مراقبة الفيروسات التنفسية في أوروبا (ERVISS)، لا يزال عدد الأشخاص الذين يراجعون الأطباء بسبب الأمراض التنفسية ضمن المعدلات المتوقعة، إلا أن بعض الدول تشهد ارتفاعًا في الحالات حاليًا.

وأشار ريك مالي، الطبيب البارز في مستشفى الأطفال في بوسطن، إلى أنه رغم أن الوقت لا يزال مبكرًا لتحديد الاتجاهات الدقيقة، فإن الاضطرابات التي أحدثتها جائحة كوفيد-19 قد غيرت أنماط انتشار الأمراض التنفسية، بما في ذلك الإنفلونزا وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV).

تنتشر الإنفلونزا، وهي مرض موسمي تسببه فيروسات الإنفلونزا، في العديد من البلدان. وتوضح منظمة الصحة العالمية أنها تتسبب في حدوث أوبئة في فصل الشتاء في المناخات المعتدلة، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى مرض شديد أو الوفاة.

ورغم أن نشاط الإنفلونزا كان منخفضًا في نهاية نوفمبر في دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية (EEA)، بدأ الفيروس يشهد زيادة في عدد الحالات في بعض البلدان في المدة الأخيرة.

أما فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، الذي يثير القلق أيضًا، فيشكل خطرًا كبيرًا على الرضع وكبار السن. وقد أبلغت السلطات الصحية عن زيادة ملحوظة في عدد حالات الفيروس في أوروبا هذا العام، مع ارتفاع في نتائج الاختبارات الإيجابية.

كما حذرت المراكز الأوروبية للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) من أن جميع البلدان يجب أن تكون مستعدة لزيادة نشاط فيروس الجهاز التنفسي المخلوي في الأسابيع المقبلة. وفي حين يؤثر الفيروس بشكل أكثر شدة على الأطفال الصغار، فإن كبار السن معرضون أيضاً للخطر.

من ناحية أخرى، سجلت حالات كوفيد-19 انخفاضًا هذا الخريف بعد الذروة التي شهدتها في يوليو. ووفقًا للمراكز الأوروبية للوقاية من الأمراض، فإن مستويات كوفيد-19 حاليًا أقل أو مشابهة للمستويات التي كانت عليها في نفس المدة من العام الماضي. ومع ذلك، شدد الخبراء على أن كوفيد-19 لا يزال ينتشر على مدار العام، ما يزيد من احتمال تزامنه مع الأوبئة الموسمية الأخرى.

واستعرض التقرير الفيروسات التنفسية الأخرى مثل فيروسات الإنفلونزا الموازية، والفيروسات المتنقلة، والفيروسات الغدية، التي تسهم في انتشار الأمراض خلال أشهر الشتاء، رغم أنها عادة ما تكون أقل شدة. كما يعتبر النورو فيروس، الذي يسبب القيء والإسهال، من الفيروسات الشائعة في هذا الموسم.

تسهم الأشهر الباردة بانتشار هذه الفيروسات بسبب عوامل مثل التجمعات في الأماكن المغلقة، وقلة التهوية، وتقليل التعرض للأشعة فوق البنفسجية، واستخدام التدفئة المركزية التي تؤثر في جودة الهواء. وأوصى فلاهولت بتحسين جودة الهواء الداخلي وارتداء أقنعة FFP2 في الأماكن ذات التهوية السيئة، للمساعدة في تقليل انتقال الفيروسات التنفسية.

وللحماية من الأمراض الشتوية، شدد التقرير على أن التطعيمات تظل من أكثر التدابير فعالية. وأوضح بيتر كرامارز، كبير العلماء في المراكز الأوروبية للوقاية من الأمراض، ضرورة تعزيز معدلات التطعيم من الإنفلونزا الموسمية وكوفيد-19 لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.

كما أوصت المراكز الأوروبية للوقاية من الأمراض بضرورة البقاء في المنزل عند ظهور الأعراض التنفسية، وغسل اليدين بشكل متكرر، وتهوية الأماكن المغلقة.

Comments are closed.