لندن (عربي times)
موسم كروي شاق وطويل يقترب من نهايته، لكن تداعياته قد تمتد لتلقي بظلالها على استعدادات أبرز الأندية للموسم الكروي الجديد.
6 أندية تحديدا تجد نفسها في مواجهة “تهديد خطير” يلوح في الأفق، بدءا من عملاقي إسبانيا وإنجلترا: ريال مدريد ومانشستر سيتي، مرورا بكتيبة باريس سان جيرمان، وصولا إلى بايرن ميونخ الألماني، وبروسيا دورتموند الألماني، والهلال السعودي.
هذه الأندية التي خاضت موسما امتد قرابة 11 شهرا بسبب طول مشاركتها في كأس العالم للأندية 2025، وتجد نفسها أمام فترة إعداد قصيرة للغاية قد تؤثر على أدائها واستقرارها في الموسم المقبل.
لم يكن الموسم الماضي سهلا على هذا السداسي، باستثناء باريس سان جيرمان الذي حقق نجاحا محليا كبيرا، وبايرن ميونخ الذي وإن كان موسمه أقل من التطلعات، إلا أنه حقق لقبا أيضا، عانت بقية الأندية من تحديات وصعوبات جمة.
ريال مدريد ومانشستر سيتي وصلا إلى مراحل متقدمة في دوري أبطال أوروبا؛ ما أطال موسمهما بشكل ملحوظ، بروسيا دورتموند كذلك نافس بقوة في المراحل النهائية من البطولة ذاتها، أما الهلال السعودي، فقد خاض منافسات قوية على الصعيدين المحلي والقاري؛ ما استنزف لاعبيه بدنيا وذهنيا.
التهديد الأكبر الذي يواجه هذه الأندية هو شبح الإرهاق، فمع نهاية الموسم الحالي وبداية فترة الإعداد للموسم الجديد التي تفصل بينهما أقل من شهر، يجد اللاعبون أنفسهم أمام ضغط بدني هائل.
هذا الأمر حذر منه بيب غوارديولا نفسه، مدرب مانشستر سيتي، مؤكدا أن فريقه قد يصل إلى شهر ديسمبر وهو يعاني من إرهاق شديد نتيجة لتلاحم المواسم.
وقد بدأت بالفعل تظهر علامات الإرهاق على بعض اللاعبين، فإصابة جمال موسيالا الأخيرة مع بايرن ميونخ تثير القلق، وكذلك إصابة رودري لاعب مانشستر سيتي العائد مؤخرًا من إصابة طويلة الأمد.
يزيد من صعوبة الموقف التلاحم الكبير في جدول المباريات خلال الموسم المقبل، فبالإضافة إلى المنافسات المحلية والقارية، هناك خمس فترات توقف دولية تنتظر اللاعبين؛ ما يعني المزيد من السفر والمباريات المكثفة.
وإذا أضفنا إلى ذلك بطولة كأس العالم التي ستقام في نهاية الموسم، فإننا نتحدث عن ضغط غير مسبوق على اللاعبين. هذا الأمر قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابات ويؤثر سلبا على مستوى الأداء العام للأندية.
حذر ريال مدريد من المجازفة
حتى ريال مدريد، صاحب الخبرة الكبيرة في التعامل مع المواسم الطويلة، أبدى حذره من فكرة إشراك لاعبيه العائدين من الإصابات الطويلة، مثل إيدير ميليتاو وداني كارفخال، في كأس العالم للأندية.
هذا يعكس المخاوف الحقيقية لدى الأندية من تأثير الإرهاق على جاهزية لاعبيها وقدرتهم على تقديم أفضل ما لديهم طوال الموسم.
يبدو أن الموسم الكروي القادم سيحمل تحديات كبيرة للأندية الستة المذكورة، فالإرهاق وتلاحم المباريات والتوقفات الدولية قد تجعل مهمة تحقيق الأهداف المنشودة أكثر صعوبة.
وحدهم اللاعبون الذين يتمتعون بقدرة تحمل عالية وإدارة فنية قادرة على تدوير اللاعبين بشكل فعال هم من سيتمكنون من تجاوز هذا “التهديد الخطير” بنجاح.
يبقى السؤال، هل تستطيع هذه الأندية الكبيرة التغلب على هذه الظروف وتقديم موسم قوي ومميز؟ الإجابة ستكشف عنها الأشهر القادمة.
Comments are closed.