مواطن وطني جاد !

كان هذا المواطن ينوي انتخاب سياسي لاينتمي لطائفته، لقناعته به كزعيم وطني عابر للطائفية لايفرق ولايحرض ولايميّز ولايوظف الطائفة في خطابه السياسي ، لكن زعيمه السياسي الوطني المفضّل كان جاداً اكثر من المواطن الجاد وصادقاً هذه المرة فخاطب ناخبيه في مساحته الانتخابية ولعب على وتر الطائفية بلا تحفظ ولا أدنى اعتبار لمريديه من الطائفة الأخرى.
ومن الآخر جاءت النتيجة التي خرج بها هذا المواطن الوطني هي امنية واحدة بتمديد فترة الحملات الانتخابية شهراً اضافياً لكي يعرف أكثر ولكي يعرف أمثاله أن الوطنية قناع وعامل متحرك وأن الثبات للطائفية وأن الوطني قد لاتنتخبه حتى زوجته إن كان من اصحاب الواحدة ، كما أن امنياتنا بوجود حزبين متنافسين فقط ، حزب جمهوري وحزب محافظ قد تحققت والحمد لله مثل الانتخابات الامريكية .
واما بقية الاحزاب الصغيرة إلا تفاصيل ونفخ وبوتكس وفلر ، وهذه فائدة أن تكون مواطناً وطنياً جاداً ويكون السياسي المرشح صريحاً وواقعياً وجاداً ولايصرف امواله إلا على مشجعيه ومدرجات جمهوره في ملعبه الطائفي ، صحيح أن الحق مكروه والحقيقة مرة والصراحة ليست راحة لكن ماينقصنا دائماً هو الصدق والصراحة وتطابق الظاهر والباطن حتى اكتشاف أن المقلب كان برنامج الكاميرا الخفية ، والمؤسف جداً هو هذا الخطاب الانتخابي الطائفي المباشر الذي أعادنا الى الوراء بعد أن صدّقنا ، لكنها برامج انتخابية مقلقة لاتبشر بخير وليست فلتات لسان عابرة ، مؤسف أن تتابع وتشاهد مباريات الكلاسيكو العراقي الجاد.
عبدالهادي مهودر
كاتب واعلامي
العراق

Comments are closed.