لمن تميل كفة آسيا لبكين ام لواشنطن ؟

لندن(عربي times )

تظهر زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ماليزيا لحضور قمة آسيان كيف تتنافس الولايات المتحدة والصين على النفوذ في آسيا، لا سيما فيما يتعلق بالتجارة والتكنولوجيا ومستقبل تايوان.

وسيبدأ ترامب يوم الأحد جولة تتيح له اللقاء وجهًا لوجه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في منطقة تشهد تصاعد التوتر بفعل المنافسة المتزايدة بين بكين وواشنطن، وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”.

وفي هذا النمط الجديد من التنافس بين القوى العظمى، يعرض كل من ترامب وشي رؤى متناقضة حول إدارة العالم، مع تداعيات مباشرة على مصانع الرقائق في كوريا الجنوبية، وأرضيات المصانع في فيتنام، والمناطق البحرية المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، ووضع جزيرة تايوان ذات الحكم الذاتي.

وبخلاف الحرب الباردة، لا تتركز ساحات النزاع على القوات والسفن الحربية فحسب، بل تشمل أيضاً سلاسل التوريد والموانئ ومراكز البيانات.

وفي ظل الضغوط المتزايدة على الحكومات الآسيوية لاختيار أحد الجانبين، تواجه الدول الواقعة في المنتصف، مثل تايلاند وسنغافورة وإندونيسيا، تحدياً يتمثل في كيفية الاستفادة من المنافسة دون أن تتحول إلى رهينة لها.

قال جا إيان تشونج، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الوطنية في سنغافورة: “إن دول المنطقة لا تريد أن يُنظر إليها على أنها مجرد بيادق تُحرك فوقها الدولتان أثناء إبرام الصفقات”.

وأضاف أن هذه الدول “تسعى إلى امتلاك الوكالة، وتفضل أن تستقطبها واشنطن وبكين بما يتيح لها اللعب بالقوتين ضد بعضهما البعض”.

ورغم أن ذلك كان أسهل في الماضي عندما كانت الولايات المتحدة أكثر انخراطاً في آسيا، حيث كانت زيارة الرئيس الأمريكي غالباً وسيلة لطمأنة حلفاء واشنطن بأن دعمها لهم مستمر في مواجهة الصين المتزايدة الحزم، فإن وصول ترامب يوم الأحد يترك التزامات واشنطن تجاه حلفائها وشركائها مسألة مفتوحة، في ظل الاستياء من الرسوم الجمركية وعدم اليقين بشأن مستقبل نشر القوات الأمريكية.

سعت بكين إلى استغلال حالة عدم اليقين هذه بعرض صفقات تجارية واستثمارات على جيرانها، مع تعزيز نفوذها في المنطقة بوصفها القوة العظمى الوحيدة القادرة والراغبة في مواجهة إدارة ترامب. وحذّرت الدول من عواقب الانضمام إلى واشنطن في تقييد التجارة مع الصين.

وسيكون من الصعب على الحكومات الآسيوية، حتى حلفاء الولايات المتحدة مثل كوريا الجنوبية واليابان، ألا تشعر بالانزعاج عندما يلتقي ترامب وشي الأسبوع المقبل على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية.

وعند وصول ترامب إلى جنوب شرق آسيا، ستكون سمعة أمريكا أيضاً موضع تدقيق، إذ لا تزال الدول تعاني من تداعيات الرسوم الجمركية الشاملة التي ألحقت أضراراً بالغة باقتصاداتها المعتمدة على التصدير.

ازدادت الشكوك تجاه الولايات المتحدة أيضاً بسبب السحب المفاجئ للمساعدات الخارجية من قِبل إدارة ترامب، ودعم واشنطن للهجوم الإسرائيلي على غزة.

ويتفاقم هذا التشكك بسبب القلق إزاء الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة والصين وما قد يعنيه ذلك بالنسبة لمنطقة ابتعدت لفترة طويلة عن اختيار أي من الجانبين.

مع ذلك، وبالنظر إلى قرب الصين وانخراطها المستمر، قد تميل المنطقة أكثر نحو بكين، سواء عن قصد أو عن ضرورة، كما قالت لين كوك، الخبيرة في شؤون جنوب شرق آسيا في مؤسسة بروكينجز.

وأضافت: “إن انخراط بكين الاقتصادي والاستراتيجي والدبلوماسي طويل الأمد مع المنطقة، على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف، يُمكّنها من الاستفادة القصوى من أي فراغ تتركه واشنطن”.

Comments are closed.