لندن (عربي times)
المشي من أبسط العادات الصحية وأكثرها تأثيرا في تعزيز الصحة العامة، حيث يُحسّن الهضم، ويساعد على ضبط مستويات سكر الدم، ويُعزز المزاج.
ولكن توقيت المشي، سواء قبل الوجبات أو بعدها، يلعب دورا مهما في تحديد نوع الفوائد التي يمكن تحقيقها، خصوصا فيما يتعلق بفقدان الوزن وتنظيم مستويات الجلوكوز في الدم.
يرتبط المشي قبل تناول الطعام، وخصوصا في الصباح الباكر، بزيادة حرق الدهون؛ إذ يعتمد الجسم في هذه الحالة على مخزون الطاقة المخزن بسبب عدم توفر سعرات حرارية جديدة.و هذا النوع من التمارين يُعرف بـ”الكارديو على معدة فارغة”، ويُوصى به ضمن برامج إنقاص الوزن.
وللمشي قبل الأكل فوائد ذهنية أيضا، حيث يُساعد في زيادة التركيز وتقليل التوتر، لا سيما إذا تم قبل وجبة الغداء خلال فترة الخمول الصباحية. فحتى 10 دقائق من المشي في الهواء الطلق تسهم في تحسين تدفق الأكسجين إلى الدماغ وتقليل مستويات هرمون الكورتيزول.
أما المشي بعد تناول الطعام، فيُعتبر تقليدا صحيا قديما، وتؤكد الدراسات الحديثة أهميته في تنظيم سكر الدم. فالمشي الخفيف لمدة دقيقتين إلى خمس دقائق بعد الوجبات يسهم في تقليل ارتفاع سكر الدم من خلال تحفيز العضلات على استهلاك جزء من الجلوكوز؛ ما يقلل الضغط على البنكرياس والأنسولين.
ينصح بالمشي بعد الوجبات بشكل خاص مرضى السكري من النوع الثاني ومن يعانون من مقاومة الأنسولين، مثل النساء المصابات بمتلازمة تكيّس المبايض. وأظهرت دراسة نُشرت عام 2023 أن المشي بعد الأكل يحسن حساسية الأنسولين ويقلل التعب بعد تناول الطعام.
بالإضافة إلى ذلك، يُساعد المشي بعد الطعام على تسريع عملية الهضم وتخفيف أعراض مثل الانتفاخ والإمساك. كما يُنصح مرضى ارتجاع المريء بالمشي الخفيف بعد الأكل مع تجنب المشي السريع أو في منحدرات حادة، لتفادي تفاقم الأعراض.
من حيث التوقيت اليومي، يُحفز المشي الصباحي على معدة فارغة حرق الدهون، ويساعد في تنظيم الساعة البيولوجية والنوم. بينما يُعد المشي المسائي بعد العشاء مفيدا للهضم وتحسين جودة النوم، كما يخفف من التوتر بعد يوم طويل.
في النهاية، يعتمد اختيار التوقيت الأمثل للمشي على هدف الشخص. فإذا كان الهدف هو فقدان الدهون وزيادة النشاط الصباحي، يُفضل المشي قبل تناول الطعام. أما إذا كان الهدف تحسين الهضم والتحكم في سكر الدم، فالمشي بعد الوجبات هو الأنسب.
الأهم من ذلك كله هو الاستمرارية في المشي، سواء قبل أو بعد الطعام، إذ إن المواظبة على هذه العادة الصحية حتى لبضع دقائق يوميا تترك أثرا إيجابيا كبيرا على الصحة الجسدية والعقلية.
Comments are closed.