تكشف البرامج الحوارية عن هويات المرشحين وأمزجتهم الشخصية ومستواهم الثقافي وطريقة تفكيرهم وميولهم وكذلك مدى اطلاعهم وحظوظهم ، واحياناً تحرج وتفضح الضيف وتوجه له ضربة قاسية إن لم تكن قاضية ، وقد تساعد هذه الغربلة الإعلامية المواطن على التمييز والناخب على أن يختار ولا يحتار، لكن الأهم من ذلك أنها تساعد المشرّع على أن يشرّع مستقبلاً بوعي وبعد نظر وسعة أفق ، ويفكر ألف مرة قبل أن يضع شروط الترشيح للانتخابات العامة لأن النائب سيتحول الى عضو في السلطة الرقابية والتشريعية ويرسم مصيرنا ومستقبلنا ، وشروط الترشيح الى مجلس النواب في حقيقتها شروط سهلة ومتاحة لملايين العراقيين ، ولابد من إعادة النظر بها مستقبلاً ، فشرط أن يكون المرشح عراقياً يجب أن لايعني حمله للجنسية العراقية فقط وانما الولاء والإخلاص للوطن قولاً وفعلاً ، وشرط المرور بالمسائلة والعدالة لن يكون صعباً على الأجيال الجديدة في الدورات الانتخابية القادمة لأن معظمهم لم يولدوا في عهد النظام السابق.
لانريد نائباً يعرف بالضرورة كم يبلغ طول نهري دجلة والفرات ولكن يجب أن يعرف ،على الأقل، من أين ينبعان وأين يصبان ، ولايشترط أن يكون النائب مفكراً وعالماً ولا نحوياً ،لكن يجب أن يكون في على قدر مقبول من الثقافة العامة وفي صورة المشهد التنافسي ويعرف منافسيه في منطقته وعدد المقاعد فيها وفرصته بينهم والعدد الكلي للمرشحين،والبالغ (7768مرشحاً،يخسر منهم 7439 مرشحاً ويفوز 329 فقط)وهي نتيجة رقمية معلنة ومحسومة سلفاً ، واذا كانت الأسئلة صعبة والوقت لايسمح بالتزود بالمعلومات والتسلّح بالثقافة فلا تواجه المحاورين بغير سلاح في ساحتهم وميدانهم والمحاور على الهواء غير المحاور على الهاتف واستكان الشاي وفنجان القهوة ، وإن لم تكن مستعداً للمواجهة فاستغل وقتك الثمين لحماية لافتاتك الانتخابية.
عبدالهادي مهودر
كاتب واعلامي
العراق
Comments are closed.