نفط أذربيجان الواصل لإسرائيل وضع أردوغان في مأزق/ ما القصة؟

لندن (عربي times))

طالب العديد من الأتراك حكومة بلادهم ببذل المزيد من الجهود للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب الدائرة في غزة، ومن بين المطالب الأكثر شعبية منع مرور النفط الأذربيجاني إلى تل أبيب.

وبحسب تقرير نشره موقع “المونيتور” الأمريكي، فإنه في خضم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يتزايد الضغط الشعبي على الحكومة التركية لاتخاذ إجراءات أقوى ضد إسرائيل، لاسيما وقف صادرات النفط الأذربيجانية إلى إسرائيل عبر خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان.

وقال الموقع، إنه على مدى الأشهر القليلة الماضية، استهدفت مجموعات مثل “خيمة المقاومة” و”ألف شاب من أجل فلسطين” أذربيجان بشكل متزايد، متهمة إياها بدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. 

وتضمنت الاحتجاجات ضد أذربيجان أعمالاً تخريبية مثل رش الطلاء الأحمر على النوافذ، وإتلاف باب مكتب شركة النفط الأذربيجانية (سوكار) في إسطنبول، ما يعكس مدى الغضب الشعبي التركي من دور أذربيجان في إمداد إسرائيل بالنفط، وفقا للموقع.

وأشار إلى أن مثل هذه التصرفات تمثل معضلة متزايدة لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، فمن ناحية يتعين عليها إدارة العلاقات الإستراتيجية والاقتصادية مع أذربيجان، الحليف الرئيس والمستثمر المهم في تركيا، ومن ناحية أخرى، تواجه اضطرابات داخلية وانتقادات حادة بشأن صادرات النفط الأذربيجانية إلى إسرائيل.

وأضاف أنه حتى الآن، تجاهلت أنقرة الاحتجاجات إلى حد كبير وردت بحملات القمع.

وفي 31 أيار/ مايو الماضي، تم اعتقال 13 متظاهراً، في تكرار للاعتقالات السابقة المتعلقة بغزة، والتي لم تؤد إلا إلى تأجيج المزيد من السخط تجاه حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان.

ولفت “المونيتور” إلى أنه في أعقاب الانتكاسة في الانتخابات المحلية الأخيرة والتي كان أحد أسبابها الاستياء من فشل حزب العدالة والتنمية في الرد بقوة على الهجوم الإسرائيلي على غزة بداية الحرب، حاول الحزب تهدئة قاعدته من خلال قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل، وحظر بيعها ما يقرب من 54 سلعة.

ومع ذلك، لا يزال تدفق النفط الأذربيجاني والكازاخستاني مستمرا دون انقطاع، ويخدم في معظم التقديرات ما يصل إلى 40% من احتياجات إسرائيل.

بتكلفة سياسية واقتصادية كبيرة

ومن جانبه، أكد السفير التركي السابق ناميك تان، أنه في حين يمكن لتركيا نظريًا أن توقف مبيعات النفط هذه إلى إسرائيل، إلا أن ذلك سيأتي بتكلفة سياسية واقتصادية كبيرة، ومن غير الممكن سياسياً أو تعاقدياً” أن توقف تركيا صادرات النفط الأذربيجانية والكازاخستانية إلى إسرائيل.

الدبلوماسي التركي الأسبق محمد أوجوتوكو قال، إن إغلاق خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان الذي ينقل النفط الأذربيجاني إلى إسرائيل عبر تركيا لن يضر بالمصالح التجارية لتركيا فحسب، بل سيلحق ضررا كبيرا بالعلاقات مع أذربيجان.

واستبعد أوجوتوكو، أن تتمكن تركيا من وقف خط الأنابيب من جانب واحد، نظرًا للاتفاقيات القانونية المعمول بها، إذ إن اتفاقية الحكومة المضيفة الموقعة في عام 2000 بين الحكومة الأذربيجانية وشركة “سوكار” والعديد من شركات النفط، بما في ذلك شركة “بريتيش بتروليوم”، تمنع بشكل صارم أيًا من الأطراف المتعاقدة من إعاقة “حرية عبور النفط” عبر أراضي خطوط الأنابيب.

وأوضح، أن القيود القانونية والتجارية المنصوص عليها في الاتفاقية تحد بشكل كبير من قدرة تركيا على قطع إمدادات النفط كوسيلة للضغط على إسرائيل بشأن الحرب في غزة، على الرغم من تزايد المطالبات الشعبية لحكومة انقرة باتخاذ مثل هذا الإجراء.

وخلص الموقع الأمريكي إلى أن التحالف العميق الجذور بين تركيا وأذربيجان، والذي يوصف بأنه “دولتان وشعب واحد”، يعقد قدرة أردوغان على مواجهة باكو بشأن علاقاتها مع إسرائيل، لا سيما وأن هذا التحالف يتم تعزيزه من خلال التبعيات الاقتصادية والعلاقات الشخصية، مثل كون صهر أردوغان مؤيدًا بارزًا لأذربيجان.

 

Comments are closed.