رائد شفيق توفيق / بغداد (عربي times )
أطفال بعمر الزهور يتسكعون في الشوارع أو يبيعون أكياس النايلون وقناني الماء في الاسواق وتقاطعات الطرق ، أو نراهم يجمعون علب المشروبات الغازية من بين الانقاض وفي الطرقات ليبيعوها ويعتاشوا عليها هم وعوائلهم .
الحكومات المتعاقبة في العراق بموازناتها الضخمة ملزمة على توفير الحياة الكريمة للشعب من اجل مواصلة الدراسة الاجيال الجديدة للتعليم لانهم رجال الغد وهنا نذكر هؤلاء بالايفاء بوعودهم الكاذبة قبل واثناء الانتخابات بتوفير الحياة الكريمة للجميع ، على ان هذه الحكومات واحزابها المحور الرئيس في شيوع هذه الظاهرة الخطيرة من عدم توفير الامن والامان للشعب وعدم توفير فرص العمل وعدم رعاية الايتام والارامل وتخصيص ما يجعلهم يعيشون بكرامة و ……. لخ ، فالوضع المزري للعراقيين في ظل هذه الحكومات وخطل ادارتها للبلاد الى جانب تراجع التعليم وازدياد نسبة الفقر وان نحوا من 40% يعيشون تحت خط الفقر في اغنى دولة في العالم قياسا بمواردها ادى الى تسرب التلاميذ من المدارس ومن بين هذه الاسباب الاهمال المستمر من قبل وزارة التربية وعدم اقرارها ان التعليم الابتدائي وهو اهم المراحل التعليمية في حياة الانسان لان من كل تولى هذه الوزارة لا يفقه شيئا في هذا المجال التربوي واعميته في رقي الامم .
حي طارق
حي طارق هذه المنطقة تقع على اطراف العاصمة بغداد ، هذا الحي هو واحد من عديد الاحياء الفيرة ويمثل صرخة بوجه الحكومة والاحزاب والبرلمان والمعممين من تجار الدين وصورة لواقع التعليم المزري في بلادنا التي وقّع برلمانها قبل عدة اشهر على ميزانية فاقت الـ (132) مليار دولارا ومع ذلك ترى أطفالا بوجوه كالحة تبحث عن مورد رزق في النفايات ، اذ اضطرت عوائلهم تحت ضغط ظروف الفقر القاهرة أن تحرم فلذات اكبادها من الدراسة ليعملوا بجمع النفايات من اجل المعيشة ، فصار التسرب من الدراسة واقع حياتي برغم أن التسرب من الدراسة يقود إلى تواجد أطفال في الشوارع والطرقات وتقاطعاتها ويمتهمنون مهنا لا يمكن أن تكون ثابتة بالمرة مع مخاطر الانصياع إلى أصدقاء السوء ،لذا فإن هذا الأمر لابد ان يعالج من قبل الحكومة .
وبرغم أن قانون التعليم الإلزامي غير ملغى ، لكن هناك ترهل في تطبيقه وان مسؤولية عدم تطبيقه كونه يضم وزارات عدة وتقع على عاتقها مسؤولية عدم تفعيله ، بالإضافة إلى وزارة التربية هناك أطراف عدة مسؤولة عن تطبيق القانون وهي وزارات (التخطيط والداخلية والعمل والشؤون الاجتماعية والإدارة المحلية) فقد كانت وزارة التخطيط تأخذ على عاتقها إعداد شريط إحصائي ، إلا انه اختفى منذ سنوات .
وبلغت نسبة التسرب من المدرسة 28% تقريبا وهذه النسبة مؤسفة ولم تتوفر قاعدة بيانات تفصيلية حتى الآن.
أن وراء التسرب من الدراسة أسباب (سياسية ، اجتماعية، اقتصادية) ذلك ان العراق شهد ويشهد حربا اهلية سببها سياسي وطائفي ، فكان التهجير الذي طال اغلب مناطق العراق من شرقه إلى غربه قترك الصغار منهم الدراسة ولأسباب متنوعة ، بينها بعد المدرسة عن محل إقامة الطفل المهجر أو الخوف الذي يلاحق العائلة المهجرة ما يمنعها من إرسال الأطفال إلى المدرسة، هذا إذا ما وضعنا جانبا حاجة الأسرة إلى عمل الصغار وبخاصة تلك التي فقدت معيلها، ووفقاً لدراسة أعدت مؤخرا أن عدد المتسربين في العراق هم مليون طفل ، واشارت الدراسة إلى أن اغلب الأعمال التي يمارسها الطفل المتسرب هي أعمال لا تتناسب وطفولته وتحط من كرامته كفرد في المجتمع، منها على سبيل المثال جمع (العلب الفارغة) من الطرقات ومكبات النفايات وتواجدهم بين تلال القمامة في مناطق بعيدة عن السكن.
نقص في التشريع
بعد أربع سنوات من تطبيق قانون التعليم الإلزامي عام 1976 دار العراق في فلك حروب عدة، وما زال الوضع الأمني بعد الاحتلال يشكل عائقا أمام تطبيق القانون تطبيقا سليما ليشمل كل الأطفال ويمنع تسربهم من المدارس وبرزت العديد من المشاكل التي تهدد مستقبل التعليم الإلزامي في العراق إذ لم تتخذ الدولة إجراءات سريعة وحازمة لمعالجة الوضع التعليمي في العراق من هذه المشاكل:-
1- التضخم الحاد هو أحد أسباب مشكلة التسرب من مدارس التعليم الإلزامي اذ برغم الموازنات الانفجارية وجد آلاف من العراقيين أنفسهم بلا عمل ، ودفعت الحاجة الكثير من الأسر إلى تشغيل أولادهم بأعمال حرة في سن مبكرة بالإضافة الى ضعف متابعة تطبيق قانون العمل والقرارات الملحقة التي تمنع تشغيل الأحداث قبل سن الخامسة عشرة. وعدم اتخاذ إجراءات حازمة لمنع عمل الأطفال أدى إلى فتح باب التسرب على مصراعيه ووجدنا أنفسنا أمام أمية الأجيال الجديدة التي تحتاج إلى إجراءات سريعة للحد من هذه الظاهرة التي غدت واقعا مسلما به .
2- نقص الأبنية المدرسية يشكل عائقا أمام استيعاب الأعداد المتزايدة من الأطفال المشمولين بالتعليم الإلزامي بالإضافة إلى أن الأبنية الحالية قسم كبير منها غير صالح إنسانيا للدراسة على الرغم من الترميم التجميلي بعد الاحتلال لأغلب المدارس والتي شابتها الكثير من عمليات الفساد ما حرم التلاميذ من مدارس صالحة إنسانيا،
وفي الختام نداء الى المسؤولين في الدولة .. تدني مستوى التعليم جعلنا نرى طلبة انهوا الدراسة الابتدائية لكنهم لا يستطيعون قراءة الصحيفة، فما الجدوى من التعليم وإلزاميته إذا كانت المسيرة التربوية بحد ذاتها متلكئة . نريد جيلا متعلما بحق، لا جيلا يحمل شهادة وهو أميّ مثل اغلب السياسيين واعضاء البرلمان .
Comments are closed.