العـــالم على حـافـــة الهاويــة

بناء على ما يحصل في العالم توقع قادة عسكريون أمريكيون حصول حرب كبيرة بين الدول العظمى في المستقبل، سيكون عمادها الخطط الاستخبارية والأسلحة الذكية الاصطناعية .

هذا ما صرح به الجنرال وليم هيكس بقوله : إن الصراع التقليدي في المستقبل القريب سيكون مميتا وسريعا، ولن يملك أحد القدرة على إيقافه، وذلك في الاجتماع السنوي لرابطة الجيش الأمريكي في واشنطن, لان سرعة الأحداث بنظر هيكس سوف ترهق قدرات الإنسان، مضيفا أن «السرعة التي ستسمح للآلة باتخاذ القرار في المستقبل البعيد من المتوقع أن تحدّ من قدرتنا على التأقلم”، مطالبا بعلاقة جيدة بين الإنسان والآلة”، .‏

من جهته قال جوزيف أندرسون، نائب رئيس أركان الجيش الامريكي للعمليات والخطط العسكرية، إن الولايات المتحدة تواجه تهديدات من «الدول القومية الحديثة التي تعمل بقوة في المنافسة العسكرية”، في حين قال رئيس أركان الجيش الجنرال، مارك ميلي، إن حربا بين الدول الكبرى في مرحلة ما في المستقبل أصبحت تقريبا مضمونة”، موضحاً «أن الخصوم في المستقبل يمكن أن ينهوا التفوق الجوي الذي تميزت به القوات الجوية الأمريكية منذ الحرب الكورية، وأنه من المتوقع أن تُمنع البارجات الحربية من الوصول إلى أرض المعارك”.

وقال ميلي إن على الجيش الأمريكي أن يكون مستعدا للدخول في حرب «الفضاء الإلكتروني”، وأن يكون مهيأ للعمل من دون الاتصالات الفضائية والملاحة الدقيقة، وأن يكون على قدرة في القتال في المناطق الحضرية المعقدة. وأشار إلى أن قائمة طويلة من «التغييرات الجذرية” التي تواجه الأمة والجيش، بما في ذلك التهديد الجديد من روسيا العظمى التي تمتلك اليوم جيشا يعد من اقوى جيوش العالم .، وتنامي القوة الاقتصادية والقوة العسكرية للصين، فضلا عن عدد متنام من الدول القومية الهشة، وتغير المناخ، يمكن أن تؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار.

بدوره، قال القائم بأعمال مساعد وزير الدفاع للخدمات اللوجستية والتكنولوجية، كاتارينا مكفارلاند، إنه في الوقت الذي نعتقد أننا مستعدون فيه، ما زلنا نواجه تحديات”، مشيرا إلى أنه إذا كان الهدف هو الردع فـيجب أن يكون لدينا جيش قوي، وأن تكون أمتنا على استعداد” لاننا مقبلون على حرب عالمية ثالثة والناس لم تنس بعد الحرب العالمية الثانية وهي الحرب الدولية التي بدأت في الأول من ايلول من عام 1939 في أوروبا وانتهت في الثاني من ايلول عام 1945،و شاركت فيه الغالبية العظمى من دول العالم و منها الدول العظمى في حلفين عسكريين متنازعين هما: قوات الحلفاء، ودول المحور، كما أنها الحرب الأوسع في التاريخ، وشارك فيها بصورة مباشرة أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 بلدًا، وقد وضعت الدول الرئيسية كافة قدراتها العسكرية والاقتصادية والصناعية والعلمية في خدمة المجهود الحربي.‏

تميزت الحرب العالمية الثانية بعدد كبير من القتلى المدنيين، وخصوصًا في أحداث الهولوكوست التي قتل فيها ما يقارب 11 مليون شخص والقصف الاستراتيجي الذي أودى بحياة حوالي مليون شخص، ومنه القنبلتان النوويتان اللتان ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي، و أدت الحرب إلى وقوع ما بين 50 و85 مليون قتيل حسب التقديرات؛ لذلك تعد الحرب العالمية الثانية أكثر الحروب دموية .وانتهت الحرب في أوروبا بغزو الحلفاء لألمانيا، وسيطرة الاتحاد السوفييتي على برلين والاستسلام غير المشروط من قبل ألمانيا في 8 مايو عام 1945. وعقد بعدها مؤتمر بوتسدام قرب برلين، والذي صدر خلاله إعلان بوتسدام في 26 يونيو 1945، وقامت الولايات المتحدة في 6 اب و9 اب من عام 1945 بإلقاء قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناغازاكي (على الترتيب)، تبع ذلك استسلام اليابان في 15 أب 1945.‏

غيرت الحرب العالمية الثانية الخارطة السياسية والعسكرية والبنية الاجتماعية في العالم، كما أدت إلى إنشاء الأمم المتحدة United Nations)) لتعزيز التعاون الدولي ومنع الصراعات في المستقبل، وأصبحت الدول المنتصرة في الحرب: الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي والصين والمملكة المتحدة وفرنسا أعضاء دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فيما برزت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كقوى عظمى على الساحة الدولية، وانحسر نفوذ القوى الأوروبية، وهذا ما مهد الطريق للحرب الباردة والتي استمرت في السنوات الـ46 الماضية، أما الدول الكبرى الأوروبية فقد تضاءل نفوذها، حيث بدأت حركات الاستقلال في آسيا وأفريقيا. واتجهت الدول التي تضررت الصناعة فيها إلى إصلاح وضعها الاقتصادي، أما على الصعيد السياسي، تحديدًا في أوروبا فقد بدأت مرحلة تكامل سعيًا لتجنب العداوات التي تسبب الحروب، من اجل ان يكون للأوروبيين هوية مشتركة.‏

عن صحيفة .. الديلي ميل
متابعات سياسية

Comments are closed.