عزل الرئيسة الكورية قد «يُنهي» حُكم المحافظين

سيؤل (عربي times)

من المحتمل أن ينفذ السياسي الليبرالي الذي يتوقع أن يخلف الرئيسة الكورية الجنوبية المعزولة تغييرات كبيرة في سياسات بلاده تجاه كوريا الشمالية ونظام الدفاع الصاروخي الأميركي الذي أثار غضب الصين وتضخم نفوذ الشركات العائلية الكبرى.

وستجري انتخابات رئاسية في التاسع من أيار (مايو) المقبل، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين سيختارون التغيير بانتخاب رئيس من التيار الليبرالي ما يضع نهاية لحكم المحافظين الذي استمر تسع سنوات.

وأبرز المرشحين لخلافة بارك غيون هي المحامي الحقوقي مون غاي إن الذي كان من أبرز مساعدي الرئيس السابق روه مو هيون الذي ينادي بضرورة التواصل مع كوريا الشمالية.

وانتقد مون الرئيسين المحافظين السابقين، باك وسلفها لي ميونغ باك، لإفسادهما ما تحقق من تقدم في العلاقات بين الكوريتين خلال فترة حكم الليبراليين السابقة، ويطالب مون باتباع نهج مزدوج مع كوريا الشمالية على أن تؤدي المحادثات أولا إلى «وحدة اقتصادية» ثم «سياسية وعسكرية».

وشدد اليوم على ضرورة «احتضان» شعب كوريا الشمالية «والتوحد معه»، وفي الوقت نفسه أكد أنه لا يمكن أن يقبل «نظاماً دكتاتورياً» أو المساس بالحقوق.

وندد بالتصرف «الوحشي الهمجي» من جانب الشمال في مقتل كيم جونغ نام الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في ماليزيا الشهر الماضي، لكنه أضاف في مؤتمر صحافي أنه «لا خيار سوى الاعتراف بكيم زعيما».

وربما يصطدم هذا النهج الاسترضائي بمعارضة من الولايات المتحدة الحليف الرئيس لكوريا الجنوبية، فمساعدو الرئيس دونالد ترامب يطالبون بمراجعة كاملة لاستراتيجية التصدي لتهديدات كوريا الشمالية الصاروخية والنووية.

وفي العام الماضي أجرت كوريا الشمالية تجربتين نوويتين إضافة إلى إطلاق صواريخ عدة كان آخرها في السادس من آذار (مارس) الجاري عندما أطلقت أربعة صواريخ باليستية على مياه اليابان سقطت ثلاثة منها في المنطقة الاقتصادية، وهو ما بررته بيونغيانغ بأنه ضرب لقواعد «الإمبريالية الأميركية».

وكان الرئيسان الليبراليان السابقان، روه وكيم داي جونغ الحائز على جائزة «نوبل» للسلام، عقدا لقاءي قمة مع الزعيم الكوري الشمالي حينذاك كيم جونغ إيل، وبدأ مشاريع مشتركة من بينها مجمع كايسونغ الصناعي وفتحا باب الجولات السياحية إلى جبل كومجانغ في الشمال. وتوقفت المشاريع المشتركة في عهد الإدارات المحافظة.

وقال مون إن على كوريا الجنوبية استئناف العمليات في كايسونغ التي تدير فيها شركات من الجنوب مصانع بعمال من الشمال على الجانب الشمالي من الحدود، بغض النظر عن الطموحات النووية للشمال، وندد محافظون بمون ووصفوه بأنه موال للشمال.

ومن المتوقع أن يثير استياء المحافظين منه إذا أرجأ نشر نظام الدفاع الصاروخي الأميركي الذي وصلت بعض مكوناته بالفعل إلى كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي. ويقول مون إن القرار النهائي بشأن نشر النظام يجب أن تأخذه الحكومة المقبلة ويوافق عليه البرلمان.

وكانت المحكمة الدستورية أيدت عزل بارك غيون هي أول من أمس (الجمعة) من منصبها بسبب فضيحة فساد تضم بين أطرافها مجموعة من الشركات الكبرى التي تهيمن على رابع أكبر اقتصاد في آسيا.

Comments are closed.