كيف يؤثر النزاع التركي الفرنسي في ليبيا على حلف الناتو؟

وجاء في التقرير: ”أن النزاع المتصاعد بين الدولتين العضوين في الناتو، سلط ضوءا ساطعا على جهود الحلف؛ للحفاظ على النظام داخل صفوفه، وفي الوقت نفسه كشف نقاط الضعف فيه، وخاصة عدم الموافقة على أي خطوة إلا بإجماع جميع الدول الأعضاء.“

ولفت التقرير، إلى معلومات استخباراتية فرنسية، بأن سفنا مدنية تركية يمكن أن تكون قد شاركت في تهريب السلاح إلى ليبيا، منتهكة الحظر المفروض من قبل مجلس الأمن، في حين أثار السفير التركي في باريس إسماعيل موسى، غضب المسؤولين الفرنسيين، باتهاهه الأسطول الفرنسي بمضايقة السفن التركية في المتوسط.

وأضاف التقرير: ”المشكلة هي أنه على الرغم من القلق الذي يسود داخل حلف الناتو من توجهات تركيا وتنامي علاقتها مع روسيا، إلا أنه لا توجد آلية لطردها من الحلف بسهولة؛ لأن أي قرار بهذا الشأن تلزمه موافقة جميع الأعضاء عليه“.

وتابع: ”على أي حال، تعتبر تركيا حليفا إستراتيجيا مهما لا تنبغي خسارته.. بإمكان الولايات المتحدة أن تضبط تركيا كما حدث في السابق، إلا أنه خلال السنوات الأربع الماضية، لم تكن علاقات الرئيس دونالد ترامب مع الناتو جيدة“.

وقال التقرير: ”والآن في قلب الخلاف التركي- الفرنسي، هناك مسألة عما إذا كان على دول حلف الناتو احترام قرار مجلس الأمن بحظر تصدير السلاح لليبيا“، لافتا إلى تصريحات أمين عام الحلف، ينس ستولتنبرغ، الشهر الماضي، والتي أكد فيها على ضرورة الالتزام بالحظر.

وأشار إلى تصريحات لمبعوث الأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة الثلاثاء، والتي قال فيها: إنه ”شاهد صورا لشحنات أسلحة تصل ليبيا، وإن بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن، أرسلت سفنا وطائرات ومرتزقة سوريين إلى ليبيا“.

 تركيا وحيدة أمام روسيا

من جهة أخرى، أشار تقرير لمجلة ”فاينانشال ميرور“ القبرصية الناطقة بالإنجليزية، إلى أن حلف الناتو، لن يدعم تركيا، في حال اندلاع مواجهة عسكرية مع روسيا في ليبيا.

وجاء في التقرير، الذي نشر اليوم الأحد، أن ”موقف الولايات المتحدة المتغير لصالح التدخل التركي في ليبيا، يعتبر صفعة بجبين حلفائها بالاتحاد الأوروبي، وحلفائها العرب“.

وأضاف التقرير، أن ”الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يطمح بأن تكون بلاده ،القوة الإقليمية الوحيدة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وأن خطته لإنشاء قواعد جوية وبحرية في ليبيا ستدفع المنطقة بأسرها إلى حافة الهاوية.“

وتابع التقرير: ”الوضع في ليبيا مرتبط بالوضع في سوريا وقد يؤدي إلى مواجهة عسكرية شاملة بين تركيا وروسيا.. يبدو أن أردوغان يقامر بكل ما لديه على أمل مشاركة دول حلف الناتو إلى جانب تركيا ضد روسيا“.

ونبه التقرير، إلى أن ”أي هجوم على تركيا خارج أراضيها لا يعتبر قضية تخص حلف الناتو وفقا لدستور الحلف، ومن غير المرجح أن تبادر أي دولة عضو بالحلف إلى الاستجابة لطلب تركيا بدعمها ضد روسيا“.