الإثيوبيون يأكلون اللحوم النيئة..لإنعاش أجسادهم!

أديس أبابا (عربي times  ) –

يقبل الإثيوبيون داخل البلاد وخارجها، على أكل لحوم البقر والماعز النيئة. وفي العاصمة أديس أبابا، التي تعج بنحو 3.5 مليون نسمة، يتزاحم محبو اللحوم النيئة على محلات الجزارة، التي تبيع هذه اللحوم في أي وقت من اليوم.

“لذيذ ومنعش ومميز” ثلاث صفات تعكس الطبق المفضل والعادة الغذائية الأبرز التي يحافظ عليها الإثيوبيون بمختلف طوائفهم، رغم مخاطره الصحية التي تقودهم إلى المستشفى في أغلب الأحيان.

ويفضل الإثيوبيون تناول اللحوم النيئة في وقت الغداء، حسب تسيجاي إينيو، الذي يملك محل جزارة في بيازا، قلب أديس أبابا، حيث يتواجد عدد كبير من محلات بيع اللحوم.

وأضاف تسيجاي: “في الإجازات، يحضر الزبائن طوال اليوم، وتعتبر أوقات طفرة في السوق”، مضيفا “زبائننا يأتون من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية”.

ومضى قائلا “نبيع كيلوغراما من لحم البقر النيء مقابل 6 دولارات أميركية، في وقت يبيعه آخرون بـ10 دولارات”. وتابع “ما إن يقرر الزبون ما يفضّله، يقطع الجزار اللحم الطازج، الذي يأتي إلى المحل مساء كل يوم، بمهارة”. ويضم طبق اللحوم النيئة شرائح الخبز الإثيوبي، المصنوع من الدقيق والنقانق، ويتناول الطبق مع النبيذ أو الصودا.

وقالت إيتفاراو أبيبي، مسؤولة برامج بمنظمة غير حكومية، كانت تتناول لحوم البقر النيئة مع شقيقتاها: “عندما نتعب من الروتين اليومي نلجأ للحوم النيئة”، لا جدال في أنها تنعش أجسادنا”. وعند طرح سؤال عن العواقب الغذائية لذلك، بدت الجدية على وجه أبيبي، وقالت “هذا لا يزعجنا”.

أما الطبيب ميسافينت أبيبي، الذي يدير عيادة خاصة في أديس أبابا، فيقول: “معظم مرضاي المصابين بتداعيات صحية نتيجة لعاداتهم الغذائية يبالغون في القيمة الغذائية للحوم النيئة ويتجاهلون تداعياتها الصحية”. وتابع أن الذين يعانون من متاعب صحية نتيجة لعاداتهم الغذائية “يعودون للعيادة بعد فترة من شفائهم، بنفس المشاكل الصحية”.

ويرى باحثون أن علاقة الحب بين الإثيوبيين واللحوم النيئة لها جذور ثقافية، ويقول سولومون تيسيما، أكاديمي متخصص في الآداب واللغات بجامعة أديس أبابا (حكومية)، إن أكل اللحوم النيئة مقبول اجتماعيا في الأدب الكلاسيكي والمعاصر في إثيوبيا.

وأرجع ريتشارد بانكروست، المتخصص في التاريخ، عادة أكل اللحوم النيئة إلى القرن 16. وقال موكوريا ميكشا، أستاذ الصحافة والاتصالات في جامعة أديس أبابا: “لقرون، دأب المنتمون لكل العرقيات وأتباع جميع الديانات على تناول اللحوم النيئة. إنه طبق الجميع″.

Comments are closed.