لندن (عربي times)
قد يبدو إرخاء القبضة عن الماضي، والتخلي عنه بمثابة تحدٍ عندما ترتبط الأيام الماضية القديمة بذكريات مهمة وأشخاص نثمنهم. لكن، يجب أن نبتعد عن الماضي إذا أردنا أن نعيش مستقبلا سعيدا؛ لأنّ التعلق بالماضي لا يؤدي إلا إلى الركود والاكتئاب؛ لأننا لا نستطيع العودة إلى الوراء أبدًا.
يمكن للماضي أن يعلمنا دروسًا قيّمة، لكن التشبث به يعني تعليق حياتنا وهذا لا يساعدنا في شيء. عندما تتذكر الماضي وترغب في تغييره راجع هذه الأسئلة الخمسة أدناه.
وفقًا للتقرير الذي نشره موقع “espritsciencemetaphysiques” هناك 5 أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك عندما لا تستطيع نسيان الماضي:
1. هل أنا في الوقت الحاضر أم في الماضي؟
بداهةً لكي لا نظل عالقين في الماضي علينا حقًا أن نغير وعينا وإدراكنا عن الأوقات الماضية. بعبارة أخرى، عندما نتخلى عن الماضي نحتاج إلى تحويل انتباهنا إلى اللحظة الحالية حتى نتمكن من الاستمتاع الكامل بالحياة وكل ما تقدمه لنا. لن يؤدي العيش في الماضي إلا إلى إحباطك حول الطريقة التي كانت عليها الأشياء في السابق وحقيقة أنها لم تعد كما تتذكرها تمامًا.
يقول النفساني مارسيا رينولدز: “لا يمكنك إجبار نفسك على حب حياتك الآن، ولكن يمكنك التعرف على قيمتها اليوم وجوانبها الإيجابية، وإمكانية التفتح والازدهار غدًا. أو ربما تحتاج إلى البدء في البحث عن دور أو عن وظيفة أو مغامرة جديدة تلبي احتياجاتك القديمة. لكن كن حذرًا، يجب ألّا تقرر أنك تفشل في مسعاك الجديد لأنك فشلت في الماضي، وأنك لست مثاليًا. القيام بانتقال كامل يستغرق وقتًا كثيرًا.
2. هل لدي معتقدات الماضي نفسها؟
إننا طوال الحياة نغير معتقداتنا حتمًا بمرور الوقت. إذ تُجبرنا التجارب الجديدة على تغيير طريقة تفكيرنا والتشكيك في كل ما فكرنا به من قبل. عندما تفكر في الماضي تذكر كم كبرتَ منذ ذلك الحين وكم اختلفت نظرتك إلى العالم اليوم.
في الماضي كنتّ ترى الأشياء من وجهة نظر معينة؛ لأنه لم تكن تملك كل التجارب التي لديك اليوم. الآن بعد أن عرفت ما تفعله هل تريد حقًا العودة إلى ما كنت عليه؟ فكر في الأمر في كل مرة تجد فيها صعوبة في نسيان الماضي.
3. هل هناك أشياء أحتاج إلى تعلمها من تجربتي السابقة؟
اسأل نفسك لماذا تستمر في العودة إلى الماضي، إذا كنت قد سافرت كثيرًا في الماضي فمن المحتمل أن تكون لديك أعمال غير مكتملة.
اسأل نفسك عما إذا كنت قد تعلمت كل الدروس التي كان يجب أن تحصل عليها في الماضي، أو إذا كان لديك المزيد لتتعلمه من تجاربك الماضية. غالبًا ما نعيد النظر في الماضي؛ لأنه يحمل شيئًا يريد أن يعلمنا إياه لم نتعلمه بعد.
4. هل فهمتُ الدرس؟
يعيش الكثير من الناس في الماضي فقط لأنهم لم يتعلّموا منه كل الدروس. يقدّم لنا الماضي دروسًا قويّة إذا شعرنا بالاستعداد لتلقيها والاستفادة منها. ستستمر الحياة في إرسال الأساتذة نفسهم إليك حتى تستوعب الدرس وتتقنه، لذلك ربما أنت لا تعيش في الماضي حقًا – ربما أنت مستمر في رؤية المواقف التي تتكرر أمامك نفسها؛ لأنك لم تُنهِ الدرس بعد.
لا حرج في ذلك، لكن عليك أن تسأل نفسك هذا السؤال في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تكافح من أجل التخلي عن الماضي. سيساعدك هذا على فهم سبب عدم قدرتك على المضي قدمًا في الوقت الحالي.
5. كيف يخدمني الماضي اليوم؟
ما رأيك في ماضيك؟ هل تشعر أنه ساعدك على طول مسارك أم أنك تشعر أن تجاربه قد آلمتك؟ كل شيء في الحياة مسألة إدراك ومنظور، لذلك ربما تحتاج فقط إلى تغيير طريقة تفكيرك في الماضي من أجل المضي قدمًا.
مستقبلك في انتظارك، وحاضرك يُذكّرك بحضوره، لذلك لا تدع اللحظات الثمينة تمر بينما تندم على ما كان يمكن أن يكون. فقط استمتع بالحاضر واشكر الماضي على ما علمك إياه.
من الطبيعي أن ترغب في نسيان الماضي، خاصةً إذا كانت هناك أحداث مؤلمة أو محرجة يصعب قبولها أو التغلب عليها.
ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أنّ الماضي جزء من هُويتنا وتاريخنا، وغالبًا ما يكون من الصعب نسيانه كليًا.
نصائح لهجر الماضي والتركيز على الحاضر والمستقبل:
– اِجعل رفاهك النفسي أولوية: اعتنِ بنفسك جسديًا وانفعاليًا من خلال ممارسة الأنشطة التي تجعلك تشعر بالرضا والراحة مثل رياضة المشي.
– تصالح مع الماضي: إذا شعرت أنّ الماضي يؤلمك ويحزنك فقد يكون من المفيد أن تتصالح مع هذه الأحداث من خلال قبولها وتعلم التغلب عليها.
– ابحث عن طريقة للتعبير عن انفعالاتك: إذا كنت تواجه مشكلة في التخلي عن الماضي فقد يكون من المفيد إيجاد طريقة للتعبير عن انفعالاتك، مثل التحدث إلى صديق أو الفضفضة من خلال الكتابة، تنفّس بها عن نفسك في مفكرة.
– خض تجارب جديدة: قم بأنشطة جديدة وتعرّف على أشخاص جدد لمساعدة نفسك على التركيز على الحاضر والمستقبل.
– اطلب المساعدة: إذا وجدت صعوبة في إدارة انفعالاتك، أو إذا وجدت صعوبة في التخلي عن الماضي فقد يكون من المفيد لك أن تطلب مساعدة أخصائي في الطب العقلي.
من المهم أن تعي جيدًا أنّ نسيان الماضي ليس هو الحل بالضرورة، بل قبول هذه الأحداث وإدارتها. من خلال الاهتمام برفاهك وإدارة انفعالاتك يمكنك أن تتعلم كيف تترك الماضي وراءك وتركز على حاضرك ومستقبلك.
Comments are closed.