بيروت ( عربي times)
في ظل اقتصاد مدمر، ودولة متداعية، لم يعد بوسع لبنان تحمّل تكلفة حرب أخرى بين جماعة حزب الله وإسرائيل، وهو أمر تقول مصادر إن الحزب المدعوم من إيران يدركه ويأخذه في الحسبان.
وبينما تتردد أصداء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، في أنحاء الشرق الأوسط، يظل خطر الحرب بين حزب الله وإسرائيل مرتفعًا عن أي وقت منذ آخر صراع كبير بينهما في 2006.
وقال محللون، إن الحزب ربما يصعّد الحرب إذا ما بدا له أن “حماس” ستنهزم في قطاع غزة الذي يبعد عن لبنان 200 كيلومتر، بينما يخشى زعماء لبنانيون ذلك السيناريو.
لا مصلحة في الحرب
ومع تحذير إسرائيل إنها ستُنزل “الدمار” بلبنان إذا ما فتح الحزب جبهة للقتال، تبدو تكاليف أي حرب تلوح في الأفق كبيرة بالنسبة لبلد يمر بالفعل بأزمة سياسية واقتصادية.
وقال مصدر مطلع على تفكير حزب الله: “لا مصلحة لحزب الله ولا للبنان في الحرب.. حزب الله لا يريد أن يشهد دمار البلاد وفرار اللبنانيين من الجنوب، إذ إن الآلاف فرّوا بالفعل”.
وتقول مصادر إن اشتباكات حزب الله مع القوات الإسرائيلية على الحدود صارت مدروسة بعناية حتى الآن لتفادي أي تصعيد كبير، إلا أن أكثر من 40 من مقاتلي حزب الله لقوا حتفهم.
ويحث سياسيون لبنانيون حزب الله على عدم التصعيد، حيث قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط: “مصير لبنان على المحك.. بحياتي السياسية قد تكون هذه أخطر مرحلة نعيشها من الحروب”.
وأضاف: “لا شيء يمكن للبنانيين فعله لإيقاف حرب قد تندلع من جهة إسرائيل.. من جهتنا علينا أن نضبط الأمور وذلك بالتشاور، ونصح الإخوان في حزب الله بأن تبقى قواعد الاشتباك كما هي”.
لبنان سيدفع الثمن
قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج إن إسرائيل لا تسعى إلى دخول مواجهة على حدودها الشمالية “لكن إذا استدرجتها جماعة حزب الله إلى الحرب فينبغي أن يكون واضحًا أن لبنان سيدفع الثمن”.
وقال السياسي المسيحي سليمان فرنجية، أحد أخلص حلفاء حزب الله، أمس الأربعاء، إن الجماعة لا تريد الحرب، وإلا عصف مقاتلوها بإسرائيل، في السابع من أكتوبر، مثلما فعلت حماس من غزة.
وقال مسؤول لبناني كبير إن حكومات تواصلت معهم لتهدئة التوتر، وأضاف: “نخبرهم بأنهم بحاجة إلى ممارسة ضغوط على الإسرائيليين لئلا يصعّدوا بدلاً من أن يخبرونا بكبح جماح حزب الله”.
وقال نبيل بومنصف كاتب العمود في جريدة “النهار” إن أي حرب ستكون أكثر دمارًا من حرب 2006 في ظل عدم وجود حكومة قادرة على إدارة الكارثة.
وأضاف: “نحن سنكون حينذاك أمام سيناريو الرعب الحقيقي الذي هو دمار البنى التحتية في لبنان، والإجهاز الكامل على كل شي اسمه إمكانية النهوض الاقتصادي”.
“يبتّون في الأمور”
وبعد 17 عامًا من حرب 2006، رجحت ترسانة حزب الله التي توسعت بشكل ضخم كفة الجماعة في ميزان القوى، ما أزعج المعارضين الذين يقولون إن الجماعة تبت مجددًا في أمر الحرب والسلم.
وقال غسان حاصباني القيادي بحزب القوات اللبنانية المسيحي: “يبتّون في الأمور وهذا غير مقبول تمامًا.. ثمة مخاوف خطيرة إزاء جرف حزب الله لبنان إلى مواجهة مدمرة”.
من جهته، قال مهند الحاج علي من مركز كارنيجي الشرق الأوسط إن حزب الله سيفكر مليًا في كيفية تمويل جهود إعادة الإعمار بعد أي حرب، وسيطرح الأسئلة حول إذا ما كانت دول الخليج ستهب إلى المساعدة وحول المبلغ الذي ستستطيع إيران تقديمه.
Comments are closed.