يبدو أن مجلس الشعرباف الثقافي ، وعميده الدكتور إحسان الشعرباف ، قد تنبها إلى المحاضرات التي ألقيت في جلساته نصف الشهرية والتي تنوعت بين التاريخية واللغوية والعلمية والهندسية والاقتصادية ، ، ما خلق جوا جديا ، وفرض مناخا من الاستماع يتماشى مع نوعية المحاضرة ،، وغالبا ما يكون التعاطي مع هكذا محاضرات بحال من الاهتمام والإصغاء الجدي الذي يحتم الإنتباه والترصد لمجريات المحاضرة وتفاصيلها ، لاسيما وهي تقترب من الواقع المعاش في بلدنا الحبيب الجريح الذي تحاصره الأزمات والمتاعب من كل الجوانب ..
وهو ماكان يحصل عند كل محاضرة ، إذ يدل كل بدلوه ، وما سجل من ملاحظات ، أو تعقيب ..
وعلى ضوء هذه الخلاصة وهذه الاحاطة توجب أن تكون هناك محاصرات تخفف هذه الجدية ، أن كان ذلك عن شعر الغزل ، وقصص العشق العذري ، أو نساء العرب المميزات اللائي كان لهن حضور مشرق ومميز في الحياة العربية والتاريخ العربي ، وكذلك الإنساني لترطيب الأجواء وتعطيرها بصور الرومانسية والعواطف والوجدانيات ،، وصور اللوعة والأسى التي عاشها العشاق ، وهي محاكاة لواقع الحياة وأن غلفتها واحاطتها معاناة جديدة ، وهي وطاءة العصرنة والتطور العلمي والتكنولوجي ، وتأثيره على مسارات الحياة في بديهباتها المعروفة . ..
فكانت باكورة هذا التوجه محاضرة عن الملكة المصرية كليوباترا ، التي فازت بعشق كبار ملوك العالم وفي مقدمتهم القيصر الروماني ,, وتركت الحكايات المثيرة بعد انتحارها والى يومنا هذا ، حيث يفاجأ العالم بين حين وحين بقصة أو حقيقة جديدة عنها . .
هذه المرأة التي كانت تشيع مظاهر الرومانسية في كل ذكر لها ، أو تناول لحباتها لما امتلكت من خصائص جمالية ، وذكاء ، وتعاط خاص مع محيطها وبيئتها وظروفها وتطلعاتها ، واستثمرته بقدرات خاصة لتبلغ أقصى مديات الطموح لامرأة ، تجسد بوصولها لقلب القيصر وتربعها على عرش روما ..
وكان خير من تصدى لهذا الموضوع الناقد الدكتور صبحي ناصر الأكاديمي اللامع وأستاذ الادب المقارن ، بمحاضرته الموسومة ( كليوباترا في الأدبين الغربي والعربي ) ,التي ألقاها في المجلس ..
والتي نثرت رذاذا عطرة وعبقة عذبة ,, وحركت العواطف والنوازع الوجدانية المكبوتة عند البعض ،، واعادت الينا مشاهد تلك العلاقة اللطيفة مع المرأة ، ، وعشنا سويعات دافئة حميمة ، وان كنا في خريف العمر ( أكثرية الحضور باعمار متقدمة ) ..
ولا ندري هل كان الأثر والتأثير لكليوباترا ؟ . ام للإلقاء والاستعراض المحترف وحسن الإشارة الى مواطن الفتنة والإثارة عند كليوباترا ؟ . . للمحاضر القدير الدكتور صبحي !!! .
أن كليوباترا ليست المرأة المثيرة الوحيدة في التاريخين العراقي و العربي ، وان حسبت على تاريخ العالم ،، فهناك الكثير من النساء اللواتي ارتبطت بهن قصص غريبة ومواقف نادرة ..
مثل الملكة العراقية سمير اميس ،، وشهرزاد وكهرمانة وقطر الندى وزبيدة وشجرة الدر .. ونرى لو تكون هناك محاضرة عنهن . .
كانت حقا امسية رائقة ، تعززت بالمداخلات الثرية والتي عكست ثقافة طيبة بموضوعة المحاضرة ,, وفتحت شهية الحضور والضيوف لما قدم من ضيافة المجلس الشعربافي الكريم برغبة جامحة .
عبد الحميد الكناني
كاتب واعلامي
العراق
Comments are closed.