لندن (عربي times)
إذ يتوقع بعض الباحثين أن ما يصل إلى 90% من المحتوى على الإنترنت، سيتم إنشاؤه صناعيًّا بحلول 2026.
وفي كثير من الأحيان، يستخدم التزييف العميق للخداع وتنفيذ هجمات الهندسة الاجتماعية؛ ما يؤدي إلى تآكل الثقة في التكنولوجيا الرقمية، ويشكل تهديدًا متزايدًا للمجتمعات.
لكن قبل أن نذهب إلى أبعد من ذلك، يجب التشديد على أن التزييف العميق في حد ذاته ليس شرًّا. هناك العديد من الاستخدامات النبيلة للتزييف العميق التي تحقق عالمًا من الخير، مثل إعادة تمثيل أحد المشاهير المتوفين في فيلم أو فيديو موسيقي. لكن الأمر الأكثر ضررًا هو النية السيئة وراء التزييف العميق.
مشكلة تؤثر على الجميع
في حين أنه قد يكون من السهل أن تنظر إلى تعليق شخص غاضب على الفيسبوك أسفل صورة واضحة أنه تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لمرشحه السياسي المفضل، فمن المهم أن ندرك أن هناك المزيد من التهديدات الخطيرة التي تواجه التزييف العميق. فيمكن أن تسمح هذه التقنية بنسخ البصمات الصوتية وانتحال شخصيتك. بذلك، يمكن إجراء مكالمات هاتفية واستخدام بصمة صوتك فيها.
كذلك، تأخذ الإباحية الانتقامية مستوى آخر تمامًا، إذ أصبح من الممكن أن يتم تدمير سمعتك بالكامل بواسطة مراهق من خلال صورة ملفك الشخصي على وسائل التواصل. والأمر نفسه ينطبق على جعل وجه شخص ما يتطابق مع كتلة من الكلام لا علاقة لها به.
تتمتع تقنية التزييف العميق أيضًا بالقدرة على تقويض نتائج الانتخابات والاستقرار الاجتماعي وحتى الأمن القومي، ولا سيما في سياق حملات التضليل. وفي بعض الحالات، تم استخدام تقنية التزييف العميق للتلاعب بالرأي العام، أو نشر أخبار مزيفة تؤدي إلى عدم الثقة والارتباك بين الجمهور.
صعوبة محاربة التزييف
هناك العديد من الوسائل المتاحة لإكتشاف التزييف العميق، وعلى الرغم من ذلك، فإن إيقافها يعد تحديًا كبيرًا. فما لم يثبت أن التزييف العميق يمثل تشهيرًا أو تهديدًا للحرية المدنية، يبقى الأمر متروك للمنصات لمعرفة كيفية التعامل معه.
إلا أن القانون ليس هو المشكلة الوحيدة، فالتكنولوجيا هي أيضًا عامل مقيد، وتحديداً السرعة والدقة. فإذا تم على سبيل المثال إنشاء مليون صورة بواسطة التزييف العميق يوميًّا واكتشفت الأنظمة 99.9% منها، فلا يزال هناك 1000 صورة تنشر معلومات مضللة. هذا ناهيك أن اكتشاف التزييف يستغرق وقتاً لتمر الصورة عبر قائمة الانتظار ليتم مسحها ضوئيًّا.
لجميع هذه الأسباب يمكننا الاستنتاج أنه لا يمكننا حاليًّا إيقاف التزييف العميق. ومع ذلك، يمكننا اتخاذ الاحتياطات اللازمة من جانبنا للتوقف عن تصديق ونشر المحتوى العشوائي، والصور المزيفة العميقة، باستخدام الحس السليم والمنطقي للتمييز بين المحتوى المزيف وذاك الحقيقي.
Comments are closed.