عودة ترامب التحدي الأكبر لأوروبا / موسع

لندن (عربي times)

اعتبر تقرير لصحيفة “ذا إيتر” البريطانية أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض سيكون التحدي الأكبر لأوروبا خلال سنة 2025، مشيرة إلى تداعيات هذه العودة خصوصا على الملف الأوكراني إضافة إلى “حرب الرسوم الجمركية”.

وقالت الصحيفة إن أوروبا تواجه تحديات كبيرة في عام 2025، وهي تكافح مع الاقتصاد المتعثر وأزمات القيادة في فرنسا وألمانيا، والأكثر شؤمًا، عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، وفق تعبيرها.

الجمود المطول

وبحسب الصحيفة، فإن ترامب في الواقع يفرض مخاطر على أوروبا في العديد من المجالات، بما في ذلك الأمن والتجارة والمناخ والصين، والقلق المباشر هو اوكرانيا، ففي حين تعهد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بالدفاع عن أوكرانيا في حربها مع الروس، بدأ الجمود المطول في ترجيح كفة كييف، وقد يؤدي تعهد ترامب بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا وإجبار روسيا على الدخول في مفاوضات سلام إلى تحطيم الوحدة الغربية، متسائلة: “إذا تم سحب المساعدات الأمريكية، فهل تستطيع أوروبا سد الفجوة؟”

وأشار التقرير إلى أن الوحدة الأوروبية تعاني من التوترات، حيث طرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، إمكانية نشر قوات في أوكرانيا كمدربين، لكن خطته لم تجد آذانًا صاغية.

وكان المستشار الألمانياولاف شولتز مترددًا بشكل خاص في التدخل، وقال الأسبوع الماضي: “يجب تنظيم الدعم لأوكرانيا بطريقة تمنع تصعيد الحرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي”.

وأوضحت الصحيفة أن عودة ترامب، تمثل تهديدا، فقد شكك لفترة طويلة في حلف شمال الاطلسي، وفي وقت سابق من هذا العام قال إنه لن يحترم الضمانات الأمنية المتبادلة للحلف لبعض الأعضاء الأوروبيين.

سياسة غير متوقعة

وقالت نائبة مدير مركز الدراسات الشرقية في وارسو، جوستينا غوتكوسكا، “إن ترامب، بسياساته غير المتوقعة بشأن الدعم العسكري لكييف وكيفية إنهاء الحرب، سيشكل التحدي الأكبر للأوروبيين المنقسمين”.

وأوضحت أنه “في أوروبا، لابد من تسريع المناقشات حول كيفية التعامل مع ترامب باستراتيجية، وزيادة الالتزامات العسكرية، والخروج بفكرة حول الضمانات الأمنيةلكييف، مع الحفاظ على قوة الردع والدفاع في أوروبا”.

وأضافت أن “الأمن والدفاع ليسا سوى جزء واحد من اختبار ترامب لأوروبا، كما يستعد القادة لحرب تجارية جديدة: فقد تعهد الرئيس القادم بفرض تعريفات جمركية تتراوح بين (10و20)%على الواردات، ودعا ماكرون أوروبا إلى الاستعداد لعالم من حروب التعريفات الجمركية، وحثت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد الاتحاد الأوروبي على “عدم الرد، بل التفاوض”.

وأشار التقرير إلى أنه وبعيدًا عن السياسة، سيؤثر ترامب على السياسة الأوروبية، ويعزز القوى القومية والمعادية للاتحاد الأوروبي، وقد دعم الملياردير إيلون ماسك، مستشاره الاقتصادي المقرب، حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، وألمح إلى التبرع لحزب الإصلاح البريطاني، ويسعى زعماء اليمين المتطرف في أوروبا، فيكتور أوربان من المجر وجورجيا ميلوني من إيطاليا، إلى أن يصبحوا وسطاء الاتحاد الأوروبي لترامب.

اضطرابات القارة 

وتابع التقرير أن هذا الاضطراب يأتي في وقت هش بالنسبة لأوروبا، حيث تواجه فرنسا وألمانيا أزمات قيادية. فالمحرك الفرنسي الألماني، المحرك التقليدي لصنع القرار الأوروبي، يتعثر.

وقد تشهد الانتخابات الألمانية، في فبراير المقبل استبدال شولتس بالمحافظ فريدريش ميرز كمستشار، وفي باريس، يكافح ماكرون لإعادة تأكيد سلطته على البرلمان المنقسم بعد تعيين رابع رئيس وزراء له في عام واحد.

وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس وزراء لوكسمبورغ لوك فريدن، إن عدم الاستقرار السياسي في ألمانيا، وفرنسا، ودول أخرى، أدى إلى إبطاء

إستراتيجية الاستعداد 

وتدفع هذه التحديات القادة الأوروبيين إلى صياغة استراتيجية للاستعداد لترامب، وبناء اقتصاد ونظام سياسي أكثر مرونة، لكن هذا لن يحدث، كما تقول روزا بلفور، مديرة مؤسسة كارنيغي أوروبا.

وأضافت، “لا أريد أن أكون متشائمةً، لكن الأشهر القليلة الأولى من عام 2025 ستكون فوضوية، مع الكثير من عدم اليقين” وفق تعبيرها.

Comments are closed.