دمشق (عربي times)
قائد الإدارة السورية أحمد الشرع، خرج بأكثر من تصريح حول العلاقة مع إسرائيل، معلنًا الالتزام باتفاقية عام 1974 واستعداد دمشق لإعادة المراقبين التابعين للأمم المتحدة، وعدم رغبة سوريا بأي صراع مع إسرائيل.
فيما خرج محافظ دمشق مبررًا المخاوف الإسرائيلية من السلطات الجديدة بدمشق، ومؤكدًا أن بلاده ليست لديها أي مشكلة مع إسرائيل، داعيًا الولايات المتحدة إلى المساعدة في تهيئة السلام بين البلدين.
“يهود الشام”
الإشارة الأكثر تعبيرًا نحو إسرائيل، كما يقول مراقبون، جاءت من خلال دعوة “يهود الشام” للعودة إلى سوريا. حيث دعا أحمد بدرية، ممثل أحمد الشرع، يهود سوريا للعودة إلى البلاد، وبنائها “في ظل سوريا الجديدة”، فيما نشرت صفحة “يهود الشام” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، رسالة شكر للحكومة الجديدة في سوريا على دعمها لعودة يهود الشام، موجهة الشكر أيضًا للقائد أحمد الشرع وللممثل أحمد بدرية على دعوته لليهود السوريين للعودة إلى ديارهم.
وقال المنشور: “شكرًا للحكومة الجديدة في سوريا.. شكرًا للقائد أحمد الشرع على الالتفاف حول مكونات الشعب السوري بكل طوائفه ومذاهبه.. وشكرًا للممثل عنه السيد أحمد بدرية بدعوة اليهود السوريين إلى بلدهم سوريا”.
وجاء في المنشور “هذه هي بلدي، بلد الديمقراطية والحب والسلام والأمن والاستقرار.. عودوا يا يهود دمشق لنحتفل معًا. ونزور كنيس جوبر ونعيد معًا بناء ما قاموا بتخريبه.. عودوا لبيوتكم التي سلبوها منكم.. ولقصوركم التي أجبروكم على بيعها.. هنا دمشق.. هنا شيوخ الكار من اليهود الذين صنعوا أجمل ما في دمشق وحلب من صناعات لم يسبق للعالم صنعها.. ارجعوا بأمان وسلام لتعود البلد مزدهرة بكم وبحبكم.. تعالوا وافتحوا أبواب بيوتكم ومحالكم ودكاكينكم وكنسكم.. تعالوا فدمشق فتحت ذراعيها لاستقبالكم”.
كنيس إلياهو هانابي
في السياق نفسه، ذكر باخور شمنتوب، رئيس طائفة اليهود في سوريا، أن هناك تواصلاً مع اليهود المغتربين الذين أبدوا رغبتهم في إعادة بناء كنيس “إلياهو هانابي” في حي جوبر الدمشقي، والذي تعرض للتدمير خلال الحرب التى استمرت 13 عامًا.
وقال شمنتوب: “قبل النزاع المسلح لم يكن هناك أي ضرر على الكنيس، وكنا ندخله ونؤدي الصلاة بشكل طبيعي، لكن الآن أشعر بالاضطراب، لقد فوجئت برؤيته بهذا الشكل، ونأمل أن يعود كما كان، لكنه يحتاج إلى وقت”.
ويعتبر كنيس إلياهو هانابي، واحدًا من أقدم المعابد اليهودية في العالم، ويمثل جزءًا كبيرًا من تاريخ الطائفة اليهودية في سوريا، وقد تأثرت مقتنياته القيمة.
وشمانتوب، الذي رفض مغادرة سوريا رغم الحرب، تحدث عن احترام جيرانه له وعن محاولاته الحفاظ على التراث اليهودي وسط ظروف معيشية صعبة. رغم أن عدد اليهود تقلص بشكل كبير.
ويمتد الشتات اليهودي السوري إلى العالم، ومعظمهم يعيشون في الولايات المتحدة أو إسرائيل، لكن أمل العودة ما زال حاضرًا، وإن كان محفوفًا بالصعوبات.
يهود سوريا
هم جزء من الشعب السوري ومواطني سوريا الذين يتبعون الديانة والثقافة اليهودية، مع ذرياتهم التي ولدت وترعرعت في الخارج، محافظة على مختلف أنواع الروابط الثقافية مع البيئة الأم.
اليهود السوريون يقسمون أساسًا إلى مجموعتين، هما: “المزراحيون” الذين وجدوا منذ العصور القديمة، والمجموعة الثانية الذين استقروا في البلاد في أعقاب طرد اليهود من إسبانيا بعد سقوط الأندلس، خلال القرن السادس عشر والمعروفون باسم “السفارديون”.
أكبر التجمعات التاريخية لليهود في سوريا كانت في دمشق وحلب والقامشلي، وقد وجدت مجتمعات أصغر تقيم في نصيبين واللاذقية.
عودة الزمن
يختصر موقع جيمينا (مقره في سان فرانسيسكو) المعني بتوثيق تاريخ وتراث اليهود الشرقيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفریقیا، تاريخ اليهود في سوريا كالتالي:
عاش اليهود في سوريا منذ ألف عام قبل الميلاد. وفي عام 49 قبل الميلاد، كان يعيش نحو عشرة آلاف يهودي في دمشق وتحوّل العديد منهم إلى المسيحية.
في عام 1147، وبعد الحملة الصليبية الثانية فر عشرات آلاف اليهود من القدس إلى دمشق جراء الضرائب الهائلة المفروضة عليهم.
في عام 1492، وصل اليهود الفارون من محاكم التفتيش الإسبانية إلى سوريا. وفي عام 1800، إبان الاحتلال العثماني، مُنح اليهود الوضع القانوني الذي يعرف بـ “أهل الذمة”، وتعيَّن عليهم دفع الجزية.
في عام 1850، غادرت الكثير من العائلات اليهودية سوريا إلى مصر، ومنها إلى إنجلترا، وفي عام 1908، انتقل بعض اليهود السوريين إلى نيويورك بالولايات المتحدة.
في عام 1943، كان يعيش قرابة 30 ألف يهودي في سوريا، 17 ألفًا منهم في محافظة حلب.
في عام 1945، قيدت الحكومة السورية الهجرة إلى إسرائيل، وتم إتلاف السجلات العقارية لليهود وصادرت الحكومة ممتلكاتهم وجمدت حساباتهم، بهدف منع إنشاء دولة إسرائيل. وكان نتيجة تلك الإجراءات أن فرّ سبعة آلاف يهودي من مدينة حلب.
في عام 1948، تم فصل جميع اليهود الذين يعملون في دوائر الدولة من وظائفهم. ونتيجة ذلك، غادر 15 ألف يهودي سوريا. وفي عام 1994، وصل 1262 يهوديًّا سوريًّا إلى إسرائيل في عملية سرية.
في عام 2005، كان عدد من تبقى من اليهود في سوريا أقل من 100. وفي عام 2019، قُدر عدد اليهود في سوريا بأقل من 20 شخصًا، وجميعهم في العاصمة دمشق وهم أفراد وليسوا أسرًا.
واليوم لم يبق من اليهود في سوريا إلا 4 أشخاص، كلهم من كبار السن، ثلاثة رجال وامرأة.
Comments are closed.