في ذكرى استشهاد الحسين (ع)

مثلت حركة الحسين اول مواجهة عسكرية لاهل البيت في تاريخ المسلمين لا في تاريخ الاسلام،فان تاريخ الاسلام توقف بعد رحيل الرسول (ص) وبدا تاريخ المسلمين الذى خط بالسيوف والدماء..
بدا بالغزو على مستوى الخارج..
وبالبطش والتنكيل على مستوى الداخل..
وذلك تحت مسمى الطاعة والجماعة..
وعلى هذا الاساس تم البطش بالحسين وابناء الرسول..
كان استحلال دم الحسين في كربلاء هو الفاتحة لاستحلال دماء المسلمين..
ومادام قد استحلت دماء اهل البيت فمن الاولى ان تستحل دماء المسلمين..
من هنا استمر البطش والارهاب والتنكيل في واقع المسلمين واصبح سنة يتم التقرب بها للحكام..
وساد العقل العدواني المتطرف المناهض للاخر والرافض لقبوله..
كان الحسين يرفع راية العدل والتسامح..
وكان خصومه يرفعون راية الظلم والعدوان..
لقد احدث قتل الحسين هزة شديدة في واقع المسلمين وفي وجدانهم بقيت اثارها ممتدة وفاعلة..
واحدث صحوة ارهبت الحكام واعداء الاسلام..
واصبح الحسين رمزا للثورة والتغيير..
من هنا تحولت سيرته وذكراه الى وسيلة لتعبءة الامة واستنهاضها..
ومن هنا ايضا اصبح الحسين مطلوبا حتى وهو شهيد في عالم الغيب..
وبقتل الحسين طويت راية العدل والتسامح وساد الظلم والارهاب..
وليس هناك من سبيل لانهاض الامة وبعث نهج الحق الا باحياء نهج الحسين..
لا بالاحتفالات والمسيرات..
وانما باحياء نهج اهل البيت ورسالتهم..
ونشر ثقافتهم.

صالح احمد الورداني

كاتب وباحث وصحفي مصري

Comments are closed.