سودانيون يتظاهرون من أجل “تصحيح المسار”

الخرطوم (عربي times)

خرج عشرات آلاف المتظاهرين السودانيين في العاصمة الخرطوم وولايات أخرى، الثلاثاء؛ للمطالبة بتحقيق السلام والعدالة، كأهداف لثورتهم التي اندلعت قبل عام ونصف، وأطاحت بالرئيس عمر البشير.

وأغلقت قوات الأمن والجيش وسط العاصمة تماما بالأسلاك الشائكة والسيارات المدرعة، ومنعت مرور حتى حملة تصاريح المرور أثناء حظر التجوال. كما أُغلق الجسر الرابط بين مدينتي الخرطوم وبحري وأخلي من السيارات والمارة.

وتفرض السودان حظر تجول يبدأ من الساعة الثالثة عصرا وحتى السادسة صباحا كإجراء احترازي؛ لمحاولة احتواء انتشار فيروس كورونا.

وفي بُرّي شرق الخرطوم تجمع قرابة 2000 متظاهر في ميدان وسط الأحياء، وتحدث إليهم أحد منظمي التظاهرة، قائلا: ”هذا الموكب لتصحيح المسار وليس لإسقاط الحكومة“.

وأضاف هاتفا في المتظاهرين: ”لدينا مطالب تحقيق السلام العادل والقصاص والعدالة للشهداء، وإصلاح الوضع الاقتصادي وتعيين ولاة مدنيين للولايات“.

وهتف الحشد: ”دم الشهيد ما راح لابسينه (نرتديه) نحن وشاح“، و“حرية، سلام وعدالة“، وكذلك: ”دم الشهيد دمي.. أم الشهيد أمي“.

وتأتي هذه التظاهرات بعد عام على تظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2019، التي خرج فيها عشرات الآلاف من السودانيين في مختلف أنحاء البلاد؛ للمطالبة برحيل العسكريين عن الحكم. وقُتل عشرة أشخاص على الأقل في أعمال عنف وقعت على هامشها.

وأطاح الجيش السوداني بالبشير، في نيسان/ أبريل 2019، بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية.

وتسلمت الحكومة السودانية المؤلفة من عسكريين ومدنيين الحكم في صيف 2019، ولفترة انتقالية من ثلاث سنوات، بعد مفاوضات شاقة مع المحتجين تخللتها عملية دامية لفض اعتصام يطالب بالديمقراطية.

وفي أم درمان خرج حوالي 2000 متظاهر في شارع رئيسي، بعضهم يحمل أعلام الحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة في إقليم دارفور، ويحملون لافتات من القماش كتب عليها: ”مجرمو الحرب إلى المحكمة الجنائية الدولية“.

وقال شاهد عيان، إن ”الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع؛ لمنع متظاهرين من الوصول إلى الجسر الذي يربط أم درمان بالخرطوم“.

ويعاني السودان من أزمات اقتصادية تفاقمت على مدى ثلاثة عقود من حكم البشير.

ويروي محمد حسن، شاهد عيان من مدينة دنقلا التي تبعد حوالي 600 كم شمال العاصمة: ”قرابة 1000 شخص أغلبهم شباب وشابات خرجوا وهم يحملون لافتات قماش كتب عليها: ”أهداف الثورة كاملة…السلام…القصاص للشهداء“.

وفي عطبرة التي تبعد 350 كم شمال الخرطوم، وهي المدينة التي بدأت فيها الاحتجاجات ضد البشير، في كانون الأول/ ديسمبر 2018، أفاد شاهد العيان عثمان أحمد، بحدوث تظاهرة من ثلاثة آلاف شخص يحملون أعلام السودان ويهتفون ”حرية سلام وعدالة حكم مدني كامل“.

كذلك أكد شهود عيان خروج آلاف المتظاهرين في ولايات إقليم دارفور غرب البلاد، مثل: مدن الفاشر في شمال دارفور، والضعين في شرق دارفور، وزالنجي في ولاية وسط دارفور.

وقال أحمد آدم، شاهد عيان في الفاشر: ”المواكب (المسيرات) تتحرك من كل أجزاء المدينة إلى الوسط، وهم يهتفون السلام السلام، ويرفعون لافتات كتب عليها: كل مجرمي الحرب إلى المحكمة الجنائية الدولية“.

كذلك خرجت تظاهرات في ولايات القضارف والبحر الأحمر شرق البلاد، وولاية الجزيرة بوسطها.

Comments are closed.