القاهرة (عربي times)
رحل الفنان والمخرج المصري الكبير جلال الشرقاوي، يوم الجمعة، عن عمر ناهز 88 عاما، متأثرا بتداعيات إصابته بفيروس كورونا.
الفن ينتصر في حياة الشرقاوي
خاض الشرقاوي الذي ولد بدمياط في حزيران/يونيو 1934، غمار المسرح والفن أكثر من ثلاثين عاما، وذلك رغم معارضة والده الشديدة لاختياره هذا الطريق.
وقال الراحل في إحدى المقابلات التلفزيونية إن والده كان يعتبر الفن ”رجسا من عمل الشيطان“.
وأشار إلى أنه ”كان يحلم أن يراه طبيبا، الأمر الذي حدا به لدخول كلية العلوم في جامعة القاهرة عام 1954، بعد أن وقفت علامة أو نصف علامة – وفق تعبيره – في طريق دخوله الطب“.
وأضاف أنه ”رغم دراسته في كلية العلوم، وامتهانه مهنة التدريس لاحقا، إلا أن إحساسه ظل يوجهه دائما إلى الفن، فترك التدريس وامتهن الفن، ليحفر اسما كواحد من أبرز مخرجي المسرح“.
ولأجل هذا الطريق؛ حصل على دبلوم إخراج من معهد ”جوليان برتو“ للدراما في فرنسا 1960، ودبلوم إخراج من المعهد العالي للدراسات السينمائية من فرنسا العام 1962.
وكان الشرقاوي، يرى أن على المخرج أن يكون فنانا ودارسا لكل علوم الإخراج والمسرح، كي يتمكن من تشكيل رؤيته.
ومن وجهة نظره، فإن ”الفن يعني النظام، فالفرق بين الفن والطبيعة، أن الطبيعة فوضى والفن نظام“.
وأكد في حواره: ”نختار عنصرا من الطبيعة اللي هي فوضى، ثم نعيد تنسيقها، ونعيد خلقها في عملية الخلق الفني، لذلك فإن النظام والفن توأمان“.
ديكتاتور يجيد العطاء
نال المخرج الراحل لقب ”ديكتاتور“، وهو ما اعترف به في لقائه التلفزيوني، لافتا إلى أنه يتبع مبدأ ”ديمقراطية الحوار وديكتاتورية التنفيذ“.
وقال إنه ”تمكن من احتواء الفنانين لفترات طويلة جدا، فكثيرا ما يتم تمثيل رواية مدة سنتين في المسرح دون تغيير في فريق العمل، رغم أن مخرجين آخرين لا يستطيعون الحفاظ على طاقم العمل أكثر من أشهر“.
واشتهر الراحل بعصبيته وتوتره، لكنه علق قائلا إنه ”لا يوجد فنان غير عصبي، لأن قلق الفنان أمر عادي وطبيعي“.
واعترف جلال الشرقاوي، أن ”أعلى حالات التوتر والقلق تنتابه قبل رفع الستارة عن عروضه بـ72 ساعة، كما يتخفى في الظلام حين يبدأ العرض، ليراقب ردة فعل الجمهور“.
ومن أشهر ما أخرجه، مسرحية ”مدرسة المشاغبين“ التي حققت نجاحا مدويا حين عرضها، وكانت بطولة عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي وأحمد زكي وسهير البابلي وحسن مصطفى، وآخرين.
وأخرج كذلك قرابة 50 مسرحية، منها: ”الخديوي، قصة الحي الغربي، حودة كرامة، راقصة قطاع عام، الجوكر“، كما ألّف ”فيلم إلى أين، وفيلم أعظم طفل في العالم، ومسرحية طبيب رغم أنفه“.
ونال المخرج الراحل تكريما في مهرجان الإسكندرية للمسرح العربي في دورته الأولى، وحصل على نحو 40 تكريما آخر و50 شهادة تقدير.
Comments are closed.