واشنطن (عربيtimes)
يشكل مزج رماد المتوفين بالحبر المستخدم في الوشم وسيلة يبقى من خلالها بعض الأمريكيين قريبين من أحبائهم الراحلين، ويحتفظون بذكراهم تحت جلدهم.
بعدما خسرت سكاوت فرانك والدتها، أرادت أن تبقي ذكراها قريبة منها، فقرّرت أن تمزج رمادها بحبر استخدمته لرسم وشم تحت جلدها.
وتُظهر المرأة الثلاثينية تأثرًا كبيرًا عندما تحضر صندوقًا خشبيًّا صغيرًا يحتوي على رفات والدتها إلى الاستوديو الذي يقدّم هذه التقنية الخاصة من الوشوم في أوشنسايد بكاليفورنيا.
وتقول “لقد كانت أمي جزءًا مني، وستبقى كذلك إلى الأبد بفضل الوشم وسترافقني في كل مغامراتي”.
وداخل الغرفة ذات الجدران البيضاء، تأخذ فنانة الوشوم كات دوكس وهي تضع قفازات وتحمل مغرفة صغيرة، كمية من الرماد ثم تعطيها لزبونتها حتى تضيفها بنفسها إلى الحبر.
وتقول فرانك وهي تمزج الرماد بالحبر “هيا يا أمي!”، فيما تبدو الابتسامة واضحة على وجهها رغم الدموع الظاهرة في عينيها.
وتعتبر أنّ “هذه الخطوة هي طريقة لاحترام رفات والدتها، بدل وضعه داخل صندوق في المنزل”.
وكات ديوكس التي اشتهرت بإنجازها كل تفصيل من الوشم يدويًّا بدل استخدام الأجهزة، باتت متخصصة في هذا النوع من الوشوم التي يُستخدم فيها رماد لمتوفّى قريب من الزبون.
وبدأت الفنانة التي تدير استوديو “ستيل هَني”، تستكشف هذه التقنية قبل ثلاث سنوات ونصف السنة، عندما أراد أحد زبائنها تقديم تحية لكلبه النافق.
وتبيّن أن العملية التي لم تكن تدرك تفاصيلها، “سهلة جدًّا” لها. وتقول “كل ما كان عليّ فعله هو إضافة الرماد” إلى الحبر.
وتضيف الفنانة البالغة 32 عامًا “وجدت الأمر مذهلًا لذا واصلت القيام به”.
مطابق للمعايير الصحية
وتبدي فرانك التي تقول إنها تنجز الوشوم على أنّها “تذكار”، اهتمامًا بعملها، إذ تحقق مقاطع الفيديو التي تظهر فيها وهي ترسم الوشوم نجاحًا كبيرًا عبر شبكات التواصل، لكنّها تثير من جهة ثانية سيلًا من الانتقادات.
وتقول فرانك التي مزجت رماد والدها بحبر استخدمته في وشم على جسمها، إنّ “عددًا كبيرًا من الأشخاص يعتبرون أنّ هذه الوشوم غير صحية”.
وتضيف “هنا في الولايات المتحدة، لا تحظى هذه الخطوة بنظرة إيجابية لأنّ الناس لا يسمعون عنها كثيرًا”، مضيفةً “يميلون إلى رفض ما هو غير مألوف لهم”.
وتوضح أنّ الرماد المُستخدم عادة ما يتم تعقيمه عقب تعرضه لدرجة حرارة مرتفعة، ولا ينطوي تاليًا على أي خطر في ما يتعلق بالتقاط عدوى.
وتشير الفنانة إلى أنّ تدقيقًا صحيًّا أثبت أنّ طريقة عملها سليمة، وخلص إلى أن الاستوديو الخاص به مطابق للمعايير الصحية.
وتضيف “أحب أن أنجز هذه الوشوم من أجل الناس لعدم وجود عدد كبير من فناني الوشوم الذين يتحدثون صراحةً عن هذا الأمر”.
ولتكريم والدتها، طلبت فرانك منها أن ترسم على كاحلها حمامة (dove بالإنكليزية) ذات جناحين مفتوحين لتتذكر عبارة I dove you التي كانت تقولها لها أمها بدلًا من I love you (“أنا أحبك”)، لتعبرّ عن حبها لها عندما كانت طفلة.
وتعتبر فرانك التي تملك متجرًا لبيع الملابس القديمة “أن هذه الخطوة بسيطة جدًّا”.
ومع هذا الوشم، تكون أضافت رسمًا مميزًا جدًّا إلى مجموعتها الكبيرة من الوشوم. وتقول “إنّ هذا الرسم يعني الكثير لي”.
Comments are closed.