كيف أصبحت التكنولوجيا “صديقة وعدوة” للبيئة في آن؟

لندن (عربي times)

تعتبر العلاقة السليمة بين المناخ والتكنولوجيا ضرورية لضمان بيئة نظيفة على كوكب الأرض، وتحقيقًا لهذه الغاية، من المهم تعزيز الابتكار المستدام وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئات الطبيعية.

وما من شك في أن التكنولوجيا غيرت حياة الملايين من الناس بشكل جذري، وفتحت فرصًا جديدة في طريقة تواصلهم وعملهم وحياتهم، ومع ذلك، هناك حاجة إلى التفكير في تأثير هذه الثورة الرقمية على بيئتنا الطبيعية الثمينة.. فهل يمكن أن تسير حماية البيئة والتكنولوجيا جنبًا إلى جنب؟.

بالنسبة للاتحاد الأوروبي، تعد هذه العلاقة ضرورية لتوفير فرص مستدامة للنمو الاقتصادي، مع التركيز على حماية الموارد الطبيعية والحفاظ عليها، فمع اتباع النهج الصحيح، يمكن أن تصبح التكنولوجيا الملوثة للبيئة، أداة قوية لبناء مستقبل أكثر خضرة واستدامة.

الآثار السلبية للتكنولوجيا على البيئة

وعلى الرغم من أهمية التكنولوجيا في حياة البشر، إلا أنه لا تزال هناك بعض الآثار السلبية التي يجب على القطاع التكنولوجي تحسينها، وفيما يلي بعض منها:

استهلاك الموارد الطبيعية: يتطلب إنتاج الأجهزة الإلكترونية وتطوير البنى التحتية القوية بشكل متزايد، كمية كبيرة من الموارد الطبيعية مثل استخراج المعادن والوقود الأحفوري، ويؤدي ذلك إلى آثار بيئية كبيرة، مثل إزالة الغابات وتدهور التربة وتلوث المياه.

توليد النفايات الإلكترونية: يؤدي التطور السريع للتكنولوجيا والإمداد المستمر بالمنتجات الجديدة إلى توليد كمية كبيرة من النفايات الإلكترونية، التي تحتوي على مواد سامة، مثل الرصاص والزئبق والزرنيخ، والتي يمكن أن تتسرب إلى باطن الأرض، وتؤثر على المياه، في حال لم تتم إدارتها بشكل صحيح.

علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي التفكيك غير السليم لهذه النفايات إلى إطلاق مواد خطرة على الصحة.

انبعاثات غازات الاحتباس الحراري: تؤدي الطاقة اللازمة لتشغيل الخوادم ومراكز البيانات والأجهزة إلى انبعاث الغازات الدفيئة، وهو أمر شوهد بالفعل في حالات مثل تعدين العملات المشفرة، وتساهم هذه الانبعاثات في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

تلوث الهواء والماء: غالبًا ما ينطوي الافتقار إلى الإدارة السليمة للمخلفات الإلكترونية، بما في ذلك تصنيع المكونات الإلكترونية، على عمليات صناعية مكثفة تؤدي إلى انبعاث الملوثات في الهواء والماء.

ويمكن أن يكون لهذه الملوثات آثار سلبية على نوعية الهواء والمياه، وكذلك على الصحة العامة للبشر والحياة على الأرض.

هل تستطيع التكنولوجيا حماية البيئة؟

الجواب نعم.. فإلى جانب التحديات البيئية المذكورة أعلاه، أصبح كل من التكنولوجيا والتحول الرقمي حليفين قويين في الكفاح من أجل حماية الأرض.

وكل يوم، تظهر تطبيقات مبتكرة تساعد في الحفاظ على الطبيعة واستعادتها، وتحقيق أهداف مختلفة، ومن هذه التطبيقات:

الطاقات المتجددة: أصبحت عنصرًا أساسيًا في حماية البيئة والانتقال إلى مستقبل مستدام، وهي تأتي من مصادر طبيعية غير محدودة، مثل الإشعاع الشمسي والرياح والكتلة الحيوية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية، كما أن استغلالها لا ينتج عنه نفايات خطرة.

وبشكل عام، فهي تساهم في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

ويمكن استخدام التكنولوجيات الجديدة في سيناريوهات مثل التنقل المستدام في المدن، أو استهلاك الطاقة الحقيقي في المباني الذكية على أساس الطلب الدقيق، وفي الوقت الحقيقي.

إدارة المخلفات: يتضمن ذلك جمع النفايات الناتجة عن الأنشطة البشرية ومعالجتها وإعادة تدويرها والتخلص النهائي المناسب منها.

وتعد صناعة إعادة التدوير عنصرًا رئيسيًا في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، لأنها تعمل على تقليل الحاجة إلى استخراج مواد خام جديدة أو تصنيع مواد جديدة، وهذا الأمر يؤدي بدوره إلى استهلاك طاقة أقل.

وتلعب التكنولوجيا دورًا رئيسيًا هنا، فهي تتيح تنفيذ حلول مبتكرة، مثل تطوير أنظمة الفرز الآلي، وفصل النفايات بدقة عبر استخدام أجهزة الاستشعار وتقنيات التتبع، التي تسمح بمراقبة أكثر دقة للنفايات.

الإدارة الفعالة للموارد الطبيعية: وهذا أمر ضروري لضمان الاستدامة على المدى الطويل وتقليل التأثير البيئي، ويتألف من استخدام الموارد الطبيعية بطريقة مسؤولة، وتحسين استهلاكها، وإعادة استخدامها وتقليل النفايات.

ويتيح إنترنت الأشياء وأجهزة الاستشعار الذكية إمكانية مراقبة استهلاك المياه والطاقة والموارد الأخرى والتحكم فيه، وهذا يحسن استخدامها ويقلل من النفايات.

وعلى نحو مماثل، فإن تطبيق الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في الزراعة أو الغابات، على سبيل المثال، يقلل من استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة ويزيد من إنتاجية المحاصيل.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي نشر البنى التحتية الجديدة مثل شبكة الجيل الخامس، والتي تعد أكثر استدامة من سابقاتها، إلى تحسن كبير في استخدام الطاقة وتقليل الاحتياجات التي ينطوي عليها تقديم خدمات اتصالات أفضل.

Comments are closed.