واشنطن (عربي times)
رافق إعصار “ميلتون” الذي ضرب ولاية فلوريدا الأمريكية حدث غريب، ففي حين كان المراقبون قلقين من أن يُرسل ما يصل إلى نحو 4.5 متر من المياه إلى السواحل ذات الكثافة السكانية العالية في خليج تامبا، انخفض مستوى المياه في المدينة عدة أقدام بشكل مؤقت أثناء اجتياح الإعصار، فماذا حدث؟
التدفق العكسي
التفسير العلمي لهذه الظاهرة تقول “أسوشيتد برس” يسمى بـ”التدفق العكسي للعواصف”، وهو شيء مألوف يحدث أثناء الأعاصير، لكنه في بعض الأحيان لا يُلاحظ، فهذا الأمر له علاقة بطريقة حركة مياه البحر بفعل رياح الإعصار عندما تضرب العواصف اليابسة، وهذا ما حدث بالفعل في خليج تامبا.
وفي نصف الكرة الشمالي، تهب رياح العواصف الاستوائية في اتجاه عكس عقارب الساعة، عند الوصول إلى اليابسة، تدفع الرياح الدوارة المياه نحو الشاطئ في أحد طرفي “عين العاصفة”، وتدفعها بعيدا عن الشاطئ في الطرف الآخر.
وأوضح براين ماكنولدي، الباحث في جامعة ميامي في مجال العواصف الاستوائية، أن حركة المياه الأكثر وضوحًا تحدث تحت الرياح القوية لجدار “عين العاصفة”.
كان مسار إعصار “ميلتون” نحو الجزء المركزي من الساحل الغربي لفلوريدا واضحًا لعدة أيام، ما زاد من احتمال أن يتحمل ساحل تامبا نصيب الأسد من الفيضانات، ولكن من الصعب دائما التنبؤ بدقة حول مكان ووقت وصول الإعصار إلى اليابسة، وهو أمر مهم لأن المد العالي اليومي للبحر يمكن أن يعزز من قوة تدفق المياه.
انخفاض مفاجئ للمياه
وبالتأكيد، يمكن أن تكون الرياح والأمطار والفيضانات قوية في المناطق البعيدة عن مركز العاصفة، لكن موقع وصول الإعصار إلى اليابسة يُحدث فرقًا كبيرًا في المكان الذي يصل فيه “تدفق المياه” إلى ذروته، كما أوضح ماكنولدي، وينطبق الأمر ذاته على التدفق العكسي أو “السالب”.
وفي النهاية، وصل مركز إعصار “ميلتون”، إلى اليابسة مساء الأربعاء في منطقة سييستا كي، بالقرب من ساراسوتا، وهي تبعد حوالي 112 كيلومترًا جنوب مدينة تامبا.
هذا يعني أن الرياح القوية القادمة من الشاطئ تسببت في حدوث تدفق كبير للمياه جنوب سييستا كي، ووفقا للمركز الوطني للأعاصير، فإن البيانات الأولية أشارت إلى أن المياه ارتفعت في تلك المنطقة إلى نحو ثلاثة أمتار، في حين انخفض مستوى المياه فجأة بحوالي خمسة أقدام بالقرب من تامبا.
ويذكّر الباحث الكبير في جامعة ميامي في مجال العواصف الاستوائية بتأثيرات مشابهة وقعت في السابق، إذ تسبب إعصار “إيرما” في تأثير مشابه العام 2017، وكذلك فعل إعصار “إيان” في العام 2022.
وفي أي عاصفة، يقول ماكنولدي: “هذه فكرة سيئة للغاية، لأن المياه ستعود”. وبالفعل عادت مستويات المياه إلى طبيعتها في تامبا صباح الخميس.
Comments are closed.