واشنطن (عربي times)
رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن عرض الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، لقاء نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، بشرط عدم التطرق لنزع السلاح النووي لبلاده، يشكّل تحدياً كبيراً للولايات المتحدة.
وتنتهج واشنطن منذ فترة طويلة سياسة لا تقوم على الحوار إلا إذا كان نزع السلاح مطروحاً على الطاولة، لكن كيم، وفق “وول ستريت جورنال” بالغ في تحدّيه، واصفاً سعي الولايات المتحدة لنزع سلاحه بـ “هوس وهمي”.
وبينما لم يكن لدى الولايات المتحدة رد فوري على تعليقات كيم، الذي لم ينطق باسم ترامب لسنوات في تصريحات لوسائل الإعلام الرسمية حتى خطابه الأخير، إلا أن الصحيفة الأمريكية رجّحت أن يستجيب الرئيس الأمريكي لدعوة نظيره الكوري الشمالي.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن سيدني سيلر، المبعوث الأمريكي السابق للمحادثات النووية مع كوريا الشمالية، قوله إن مبادرة كيم تهدف إلى “اختبار الأجواء” مع ترامب، مرجّحاً أن يستجيب الأخير، كما فعل في 2019.
وتوقعت أن يكون اللقاء خلال منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، الذي سيعقد في كوريا الجنوبية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ولم تستبعد “وول ستريت جورنال” أن يتجه ترامب إلى المنطقة الكورية منزوعة السلاح للقاء كيم وجهاً لوجه.
لكن سيلر يرى أن المعضلة التي تواجه واشنطن تتمثل في مدى جدوى عقد اجتماع مع ترامب، دون إحراز تقدم نحو نزع السلاح النووي. وقال: “لا نستطيع استبعاد إمكانية جلوس ترامب مع كيم لأنه يرى قيمة في إقامة علاقة شخصية معه”.
وكان اللقاء الأول بينهما في قمة سنغافورة عام 2018، بمثابة كسر لعقود من السياسة الخارجية الأمريكية، إذ لم يسبق لرئيس خلال تواجده في البيت الأبيض أن التقى زعيماً كورياً شمالياً.
وسيمثّل دخول واشنطن في محادثات مع بيونغ يانغ، دون السعي لنزع السلاح النووي، عرقلة أخرى لسياسة الولايات المتحدة الراسخة، مع إصرار “كيم” المتكرر في السنوات الأخيرة، أن أي محادثات أمريكية مستقبلية يجب أن تبدأ بالاعتراف بكوريا الشمالية كدولة نووية.
لسنوات، ضغطت الولايات المتحدة وحلفاؤها على كوريا الشمالية للتخلي عن أسلحتها النووية، مستخدمين العقوبات وغيرها للضغط على بيونغ يانغ.
وحضر كيم مؤخراً عرضاً عسكرياً صينياً، وتجول في الساحة الخارجية برفقة الرئيسين، الصيني شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين، اللذين يشاركان الزعيم الكوري الشمالي “تحدّيه” للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وفيما ترى “وول ستريت جورنال” أن الغطاء السياسي الذي توفّره موسكو وبكين هو ما يحمي بيونغ يانغ من المزيد من العقوبات الدولية، فإنها تبدي شكوكاً حيال قدرة إدارة ترامب على إجبار كيم التخلي عن السلاح النووي.
وفي مايو/ أيار الماضي، صرّح ترامب بأن كوريا الشمالية قوة نووية بكل تأكيد، فيما أكد كيم، في خطابه يوم أمس على علاقاته الوثيقة بالزعيم الأمريكي. وقال: “شخصياً، لا تزال لديّ ذكريات طيبة معه”.
Comments are closed.