روسيا تقتحم “حرب الذكاء الاصطناعي” بمسيرات خارقة

موسكو(عربي times)

تخوض روسيا سباقاً ضد الزمن لإدماج أنظمة الذكاء الاصطناعي ضمن ترسانتها العسكرية، في محاولة للحاق بكل من الولايات المتحدة وحليفتها الصين.

وبحسب مجلة “ناشيونال انترست”، بدأت القوات الجوية الروسية بالفعل إجراء تجارب باستخدام الذكاء الاصطناعي، بعد أن أدركت موسكو أن هذه التقنية ليست مجرد توجه، بل ضرورة عسكرية للحفاظ على أي نوع من التكافؤ مع القوى العالمية.

بدأت القوات الجوية الفضائية الروسية، بدمج الذكاء الاصطناعي في الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار وشبكات الاستهداف وأنظمة القيادة، بهدف تقليل اعتماد سلاحها الجوي على مجموعة متقلصة من الطيارين النخبة، مما يعوض عن عيوب القوى العاملة وخط أنابيب التدريب التي أعاقت الجيش الروسي لفترة طويلة.

وتقول المجلة، إن المسؤولين الروس يرون أن هذا التوجه الجديد، قد يكون الأداة الوحيدة القادرة على تعويض النقص الصارخ في الموارد والقدرات الصناعية والقوى العاملة الروسية.

تتصدر أبرز مشروع روسي في مجال الذكاء الاصطناعي، طائرة  “سوخي إس- 70″، وهي طائرة قتالية بدون طيار خفية، صُممت لتكون بمثابة “جناح مخلص” لمقاتلة الجيل الخامس الروسية سو-57، وهو مشروع يُحاكي ارتباط طائرة “كولابوريت كومبات إيركرافت” (CCA) الأمريكية بدون طيار بطائرة إف-35 وطائرة إف-47 NGAD القادمة.

ووفقا لـ”ناشيونال انترست”، فمن الناحية النظرية، ستستخدم طائرة S-70 الذكاء الاصطناعي للطيران جنبًا إلى جنب مع الطائرات المأهولة، ومشاركة بيانات الاستهداف، وإجراء الاستطلاع، وحتى تنفيذ الضربات بإشراف بشري محدود.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت روسيا على وشك نشر فريق جوي مأهول وغير مأهول؛ فالكرملين مُبهم بشأن تقدمه. لكن هناك أمرٌ ما يتعلق بطائرات الصيد القاتل الروسية ذاتية التشغيل القادرة على تنفيذ ضربات دون إشراف بشري، وهو أمرٌ لا يلقى استحسانًا لدى مُخططي الدفاع الأمريكيين – أو حتى خبراء الأخلاقيات.

ليس نظام S-70 التطبيق الوحيد للذكاء الاصطناعي في القوات الجوية الفضائية الروسية. إذ يسعى المهندسون الروس أيضًا إلى تطوير مفاهيم طائرات بدون طيار زاحفة تتضمن طائرات متعددة، موجهة بخوارزميات تعلم آلي للعمل بشكل تعاوني على اختراق الدفاعات الجوية للعدو.

وقد ظهرت عناصر من هذا المفهوم في سماء أوكرانيا، حيث تغلبت طائرات “الكاميكازي” الروسية بدون طيار على أنظمة الدفاع الجوي بأعدادها الهائلة، مما سمح لعدد قليل من الطائرات والصواريخ باختراق أهدافها وضربها.

وقد أثبتت الحرب في أوكرانيا أنها فرصة ممتازة لاكتساب خبرة عملية في تكييف الطائرات بدون طيار شبه المستقلة لمهام المراقبة والهجوم، بحسب “ناشيونال انترست”.

يُجري الروس أيضًا تجارب على الذكاء الاصطناعي في قمرة القيادة، ومن المفهوم أن طائرة الجيل الخامس سو-57، مزودة بمساعد طيار يعمل بالذكاء الاصطناعي، مما يُخفف عبء عمل الطيار البشري.

وسيُستخدم نظام “مساعد الطيار” لمراقبة ظروف الطيران، واقتراح المناورات، ومنح الطيار حرية اتخاذ القرارات ذات الأولوية الأعلى، ورغم أن ميزة مساعد الطيار لا ترقى إلى مستوى الاستقلالية الكاملة للذكاء الاصطناعي، إلا أن هذا التكامل يُمثل تحولًا نحو دمج الحدس البشري مع الحوسبة الآلية، وهو التحول نفسه الذي يحدث تدريجيًا في جميع جيوش العالم الرائدة.

 

Comments are closed.