فكرة الهجرة

قال سبحانه: ( ان الذين توفاهم الملائكة ظالمى انفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها ) النساء/97
وقال:( وارض الله واسعة انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب) الزمر/10
كانت الهجرة سنة دائمة في حركة الرسل والانبياء (ص)..
وهى صورة من صور المفاصلة بين الجماعة المؤمنة والمجتمع المشرك الجاهلي..
ووسيلة للخلاص من ضغوظه وارهابه..
والانتقال من دار الخوف الى دار الامن..
وهى حركة مستمرة عبر الزمان للجماعات المؤمنة في ارض الله الواسعة..
وارض الله من الممكن ان تكون خاضعة لغير المؤمنين ولا يسودها الدين الحق..
الا انها تتسع للجميع مؤمنين وكافرين..
كما هو حال الحبشة بالنسبة للمسلمين في بداية الدعوة..
وحال اوربا اليوم بالنسبة للمسلمين وغيرهم..
قال مالك: هذه الايات دالة على انه ليس لاحد المقام في ارض يسب فيها السلف ويعمل فيها بغير الحق..
اى وفق مذهب اهل السنة..
وهو هنا ربط مبرر الهجرة بالاضطهاد المذهبي..
والاستضعاف الذي يبرر الهجرة انما يكون على اساس الدين لا على اساس المذاهب..
وقد تكون دوافع الهجرة ضيق الحال..
ووطن المرء رزقه كما قال الإمام علي..
وقد تكون فقدان المعين وانعدام المختصين..
وكثرة الدخلاء وانعدام الاوفياء..
وهو ما حدث معى ودفع بى للهجرة من وطنى الذى عشت محاصرا فيه من قبل الحكومة والسنة والشيعة والصحافة والإعلام لسنوات طويلة..
فلم تكن ضغوط الحكومة فقط هى الدافع فهذا أمر قد احتملناه لسنوات طويله..
لكن الأمر الذى لا يمكن احتماله هو كثرة الدخلاء وقلة الاوفياء..
ودعم السفهاء وغير المختصين من قبل مؤسسات وجهات ترفع شعار أهل البيت.

صالح احمد الورداني

كاتب وباحث وصحفي مصري

Comments are closed.