١-العراق يشهد تثاؤب سياسي و(رئاسي) بعد
قيلولة قصيرة بقياس الاحداث والساعات …ليستيقظ منها ب(دغدغة) ناعمة من أنامل أبوية وأخوية وصديقة …(ففرك) عينيه وأطلَّ بوجه باسم لم تبرز تجاعيده رغم عبوره منعطفات (حادة)..ولكنها غير كبيرة بلغة الكبار الذين يعرفهم جدنا المتنبي العظيم …ليستقبل ضيفه القادم من(شعب بوان) الذي استقبل المتنبي بإخضرار الربيع ودنانير الشمس المشرقة وهي تتساقط في حجره من بين أشجار التين والجوز والصفصاف الشاهقة ..
٢-الهمهمة السياسية الايرانية التي يقود جيادها (الرئيس الطبيب)في مرابع العراق من بغداد الى البصرة والنجف وأربيل ..هذه الهمهمة ستكون بصوت عال …لأن الرئيس قالها من أول يوم …هو يريد (همهمة)ولايريد (نجوى) بصوت خفيض (يثير سوء ظن) الكثير من الجيران والحيطان …فأختارت ايران (الخيار الآمن) ..بإعتباره(حلّال مشاكل) …ويعتبر (النجوى من الشيطان) لأنها (توسوس في صدور الناس)…همهمة تداعب النعاس اللذيذ..
٣-لماذا البداية من بغداد…الجواب في لغات شتى سيكون (لان العراق حليف مأمون لإيران) …وعليه فهو يستحق (تكريم البداية)…أما بزشكيان (جراح القلوب) فربما أراد أشياءً أخرى…منها (طرح نموذج علاقة جديد) في أرض صالحة للزراعة وذات طقس (غير متمرد)بعد انتهاء صيفه الذي ألهب (زوار الاربعين) من الايرانيين ..فأسرعوا في العودة هذا العام وهم يشكرون العراقيين على ضيافتهم تحت شمس محرفة…
٤-بزشكيان ككل طبيب (سيقدر الموقف) ويصف العلاج والدواء…ولأن البعض يشكو من ارتفاع (الضغط) فلابد من وصفة (بهريز) وحبة تحت اللسان…وهناك من يشكو من فرط السمنة السياسية فسيكون العلاج توصية (بالرجيم)…أو السفر الى ايران (لقص المعدة ) هناك… والاستعاضة عن الخبز والتمن بالفستق والخضروات ..أما حالة (طولة اللسان) فيوصي الطبيب مريضه بالامتناع عن أكل (الپاچة) …وملعقة بهارات بعد وجبة الطعام…ومن الصباح سيباشر الطبيب الكشف عن الحالات المزمنة والمعدية وحسب تاريخ الحالة والعمر المهني ..وسجل العائلة وتاريخها…
٥- السعر السياسي (الرسمي)للزيارة سيكون بالعملة (المحلية) وبسياسة (المقايضة) وهو ما يقدر عليه البلدان في الاستيراد والتصدير…أما سعر السوق فسيكون ب(العملة الصعبة) وبسعر صرف السوق السوداء ..وهو ما يحرص عليه الجانب الايراني ويتحاشاه الجانب العراقي ولو(على استحياء) ..خشية الكاميرات الحرارية والعقوبات الامريكية …والتي عاجلت بها اميركا على ايران بحزمة (عقوبات جديدة) قبل ان يصعد بزشكيان طائرته القاصدة بغداد.. وفي كل الاحوال تحديد سعر صرف جديد سيكون من فقرات الزيارة..
٦-رادار سياسي ايراني ..هكذا وصف أحد المحللين زيارة الرئيس الايراني الى بغداد…وهذا الرادار سيحاول مسح أجواء الدول المجاورة العربية وغيرها من بغداد ذات السماء الصافية في موسمها الخريفي ..ليمتد (الزوم) الى غزة وحلب وصعدة والنبطية…مستذكرة طاولة بغداد التي احتضنت السعوديين والايرانيين والمصريين والاردنيين بجلسات صريحة على موائد سمك الگطان وشبابيطه من دجلة ألجواهري بعد ان تطايرت أوراق (مقصورته) لتطرب السمك الراقص ب(يادجلة الخبر ) بصوت فؤاد سالم في مقهى هاڤانا القريب من المركز الثقافي الايراني في دمشق ..
٧-انتخاب بزشكيان اعتبره بعض الايرانيين (ليس من الامل بالافضل) ولكن من (الخوف من الفشل) …وهذه مساحة صغيرة للمناورة لصالح المحافظين ..ومساحة أوسع لتحرك الا صلاحيين ..وهذا يفسر (سر التأني) لحركة مشرط الجراح بزشكيان خصوصاً بعد مباركة المرشد له و وصيته بالانفتاح (المسؤول) …وسأله (التماس الزيارة والدعاء) تحت قبة الحسين في كربلاء العراق ..ولتكون من هناك بداية مسيرته الخارجية بترميز شديد الفعالية لدى المواطن الايراني الغزير الدموع..
٨-مايريده العراق من الزيارة هي ضبط ساعات(المحبين) على ساعة بزشكيان.. الطبيب والمؤمن والوطني والمحب للأخرين…وماتريده ايران هو ضبط الحدود و(ضبط السلوك) في ثنائية (صعبة) ولكن ليست مستحيلة (لبغداد وأربيل) …وسكك حديد تصل الى البحر الابيض المتوسط …وعدم (نسيانها) في طريق التنمية وتفرعاتها …وتتمنى للعراق مزيداً من الاصدقاء ..وتدعوه للحذر من بعضهم ..ومن مشيهم في الشوارع القريبة من (الشورجة)..وأسواق الجملة ومكاتب (صرف العملات)..
٩-هناك من يصف العراق ب(المفتاح) للسوق الايرانية…وهناك من يصفه ب (رئة) الاقتصاد والعملة لإيران .. وهناك من يعتبره( ضلعاً) في معادلة محور المقاومة الذي ترعاه ايران ..أما العراق فيصف نفسه ب(الشاب الخالد) الذي تستهويه الفتيات وقد ملأ قلوبهن شغفاً وغزلاً ودلالا…فهل سيبقى العراق مهوى قلوب الاتراك والايرانيين على مر العصور…أم سيطير بجناحي العروبة والاسلام ويستطيع تلافي المسيّرات والصواريخ في ذهابه وايابه ..وتلك مهمة كبيرة تحتاج الى قلب وعقل كبيرين…ودعاء الصالحين ..
١٠-في كل عام يزداد الميزان التجاري بين البلدين .. وفي كل عام يزداد عدد الطلاب الدارسين في ايران…وفي كل عام يزداد عدد الزوار الايرانييين الى العراق… فهل تستطيع هذه (دبلوماسية التجار والزوار والطلاب و( المرضى) من ازالة الشكوك والظنون عن السياسة الايرانية …تجاه العراق… والاقتناع بها كدولة جارة وحليفة …ويمكن الاعتماد عليها في الملمات …هكذا يقول الايرانيون في شعار (ايران والعراق لايمكن الفراق) ..أما بعض العراقيين فيتمنون ان لايكون العراق (ميدان حرب) بين أصدقائه .. وسيقولها للرئيس الايراني كما قالها للرئيس الامريكي …(لقد أستلمت الرسالة ) وننتظر المواقف …خصوصاً لو ردت ايران على (اسرائيل)
وسالت دماء في شوارعها (المتظاهرة) …التي تبكي على (أبنائها) المحتجزين في أنفاق السنوار ..الذي يحب (الساهون القمي) كما يقول المقربون منه
عباس الجبوري
مجلس النواب العراقي
Comments are closed.