لماذا نمتار .. ولمن ؟

الأسئلة مفاتيح ،، يقول “ريلكَه” فيلسوف المانيا وحكيمها ،ثم سرعان ما يردف قوله متسائلاً؛”إلى متى سنبقى نطلقُ الأسئلة؟!”، من هنا نقول لماذا نمتار؟،قبل الأجابة التي ستأتي ضمناً، نمتارأونمتاروا أونمتارا،هو بحسب الاساطير السومرية إله صغير ويعنى “القدر”أو”المصير”،كان وزيراً وخادماً للإلهة إريشكَيجال إلهة العالم السفلي،حيث يتم استدعاؤه لتنفيذ إرادتها بغية إنقاذ الناس في حال تعرضّهم للكوارث والأوبئه وغيرها من مصائب  وأخطار،لذ أستحضرناه رمزاً وأثراً من مأثر ورموز حضارات بلاد ما بين النهرين،المعروفة بأسم “ميزوبوتاميا “- أي نعم حضارات،وليس حضارة واحدة – وليكن نمتار حاملاً أسم هذه الوكالة وهي تخطو أولى خطواتها بتسوير وعي حريص وثقة خبرة موّثقة في محافل الإعلام ودهاليز الصحافة،.

ولتجدد نمتار أبهة حضورها الناصع والأثر في أفاق وتطلعات الشباب من حيث هم نبض وجذوة ضمان المستقبل،وكل ما ننتظره منه وما يحمله للعالم أجمع من ذهول تطوّرات وفيوضات علوم ووفرة ما قدّمت لنا تكنلوجيا المعلومات،وما يختصر الذكاء الاصطناعي من جواحد وأخطاء الزمن ومحو ما متوافر منها وصولاً لنتائج دقيقة جدا ونافعة ومفيدة،لذا يجب السعي لأعاد تعريف فهمنا للحياة وما يحصل فيها،وما يحيط بنا،ولعل هذا هو لّب وجوهر من دعا وبادر إلى تأسيس هذه الوكالة،من حيث هي الأولى من نوعها في العراق،من حيث تفرّده ودواعي فهمها لأهمية الذكاء الاصطناعي والتدوين والتوثيق الرقمي،وكامل ما تحققّ من نتائج الثورة الرقميّة وخصائصها الرامية إلى تغيير معنى وشكل العالم.

وإذ تتخذ ” نمتار”شعارهاً ؛”سِّر ببطء..تصل بسرعة” وهي تستظل برهان وعنوان فلسفتها الذهاب نحو المستقبل ،إنمّا لتكن مرآة وعين باصرة وقريبةً جداً مما يحتاجه الجميع،معمدّة بروح وعقلية إعلام رائد يتوخى الدقة ونبل المصداقية وشرف الشفافية من خلال إعتماد تكنولوجيا المعلومات وبراعة الإعلام الرقمي وما يحمل من تنوّعات مذهلة،أضحت علامة فارقة وحاسمة في عصرنا الراهن، فيما تترآى الرؤية الخالقة لمحتوى حصري و مدروس في كافة المجالات الحيويّة،من حيث قدرة الفنون بكل ما تملك من قوى ناعمة،محرّضة على الحُبّ و التأخي و الجمال،كذا جميع مقتربات الثقافة و المعرفة و الفكر، من خلال تحليلات معمّقة ودراسات وأفكار،فضلاً عن بلاغة السعي لإنتاج كل ما هو مرئي ومنظور وفقا لأفضل المعايير وأحدثها -كما نوّهنا في مجال التوثقيق والتدوين الرقمي،وغيرها من مصبات الثقافة وقضايا الدفاع من حقوق الإنسان وموضوعات اللا عنف والتسامح،وبما تسمح وتتسع به فضاءات الفضول المعرفي وتحليقات ممكنات الذكاء الاصطناعي التي إجتاحت العالم وقرّبت من مساحاته حدّ التماهي ما بين الواقع والخيال،وإن كان الواقع أكثر ثراءً من الخيال.
ح.ع.الحميد
20تشرين أول
-2024-

العراق

Comments are closed.