جاء في تهذيب اللغة وكتب المعاجم مايلي:
الفنُّ: الحال، والفُنونُ: الضُّرُوبُ..
ويجمع على أَفْنانٍ أيضاً..
ورَجَلٌ مِفَنٌّ مِعَنٌّ: ذُو فُنون من الْكَلَام وَاعْتِرَاض وعنَن..
ويقال عن جهابذة الأدباء: جمع صنوفًا من العلم، وصنف الكتب في كل فن من العلوم والآداب..
والرجلُ يُفَنِّنُ الْكَلَامَ أَي يَشْتَقُّ فِي فَنٍّ بَعْدَ فنٍّ..
وَرَجُلٌ مِفَنٌّ: يأْتي بِالْعَجَائِبِ..
وقيل افتَنَّ في الأمر: أخذ من كلِّ فَنٍ.
ومما سبق يتبين لنا أن كلمة فن تشمل جميع أنواع الإبداعات والإجتهادات غير المألوفة في المنطق والكلام والبيان والخط والمعمار والشعر وغير ذلك..
فهل يدخل الرقص والغناء والتمثيل ضمن هذا التعريف..؟
وإذا كان يدخل ضمن هذا التعريف فلماذا تم التركيز عليه وإهمال الفنون الأخرى التي تفوقه أهمية وتأثيراً..؟
ولماذا أصبح رموز الوطن هم المطربون والراقصات والمهرجين ولاعبي الكرة لا أهل العقل والفكر والعلم والعمران..؟
ولماذا ينفق عليهم المليارات بينما لا ينفق شيئاً يذكر على سائر الفنون الأخرى التي يرتبط بها نهوض الوطن وتقدمه..؟
ولماذا يربحون المليارات بينما لايربح المهندس أو المفكر أو العامل شيئاً..؟
ولماذا يركز الإعلام عليهم في حياتهم ومماتهم..؟
ولماذا تحول هذا النوع من الفن إلى صنم..؟
ولماذا تهتم به الحكومات..؟
والجواب على هذه التساؤلات هل يعود إلى شخصيتنا ..
إما أنه انعكاس لحالة الفراغ التي تعيشها هذه الشخصية..
أو هو نابع من ميلها للهو واللعب..
أو هو محاولة للهروب من الواقع وآلامه..
ويعود للحكومات التي تحاول استثمار هذه الشخصية لصالح أمنها واستقرارها..
والسؤال الأهم هو : هل يؤدي الرقص والغناء والتمثيل دوراً في حركة البناء والنهوض..؟
والحقيقة أنه يقوم بدور مضاد لذلك..
ال ان ما لا يمكن قبوله هوهذا التركيز الإعلامي على أهل الزمر والطبل والغناء والرقص والتشخيص والنفخ فيهم حتى تحولوا إلى فراعنة.
صالح احمد الورداني
كاتب وباحث وصحفي مصري
Comments are closed.