توجه الوفد الثقافي لرابطة المجالس البغدادية الثقافية إلى سلطنة عمان بتاريخ ٢٦ / ٧ / ٢٠٢٤ على وفق تنسيق تم بين الرابطة وبعض الجهات الثقافية في السلطنة ، منها جمعية الأدباء والكتاب العمانية . والجمعية الثقافية العمانية .
وفي اليوم الأول للسفرة التي ابتدأت من ولاية صلالة ” إقليم ظفار سابقا ” ، إذ قام الوفد بسياحة على مدى يوم كامل في المنتجعات والغابات والكهوف في صلالة ، والتي تميزت بطبيعتها الخلابة ، وجنائنها الغناء ، وبساتينها المثمرة ،، وعيون الماء العذبة , ممتزجة بطيبة الشعب العماني وإصابته وتقائه ..
وبعد نهار لطيف امضيناه بين جبال وادغال ومحميات ولاية صلالة الفاتنة الساحرة ، وعيونها الطبيعية الزمزمية . .
افتتحت الرابطة نشاطها الثقافي بجلسة مفتوحة ، تألق فيها الشعر العربي من الجاهلية وعصر المعلقات ، إلى عصر القلائد العصماء .. وكان نجوم هذه السهرة التي حضرها رئيس وفد الرابطة الثقافي ، ورئيس الرابطة ، الاستاذ صادق الربيعي ،، هم الثلاثي المبدع وعشاق الشعر بشطريه الفصيح والشعبي ، الدكاترة احسان الشعرباف وكريم مظهر العميري وجعفر طالب الجنديل ،، الذين تالقوا باثراء الجلسة بمحفوظاتهم من شعر كبار شعراء العرب منذ العصر الجاهلي ، زمن المعلقات الفخمة العملاقة ، وصدر الاسلام ، إلى العصور اللاحقة ، وحتى زمننا الحاضر …وقد قرأ الشعراء والحفاظ قصائد كاملة اطربت الحضور وانستهم تعب هذا اليوم الذي تنقل فيه الوفد بين طبيعة صلالة العمانية ، التي سلبت الألباب ،، واقعا ، واهتماما من السلطنة .
اذ جعلت منها مواقع سياحية رائعة ، أسعدت بها الشعب العماني ،، وتميزت بها ، حكومة حريصة على توفير كل مستلزمات الراحة ، والترفيه لمواطنيها وشعبها . .
لقد كانت المختارات البديعة للشعراء أثرها في إسعاد من تحرق شوقا لأن يسمعها ويحلق مع صورها ، وسجعها ومعانيها .
فقد قرأ الدكتور إحسان من روائع الجواهري والمتنبي وفطاحل الشعر الآخرين .
بالقائه المتمكن معززة بقوة صوت ، وقدرة التحكم بالتوقفات .
فيما انطلق الدكتور الشاعر كريم العميري من اللحظات الذهبية عند بعض الشعراء العرب ، التي خرجت من اروع قصائد الشعر العربي ..
وكان بذات التمكن في اختياراته من قصائد كبار الشعر الشعبي في العراق وعلى رأسهم الراحل الكبير عريان السيد خلف .
وصاحبت القصائد حكايات عن الشاعر وشيء من حياته ، في حالة سيطرة على مجريات الأحداث ومراحلها وبعض عوامل نجاحها وشهرتها .
إلى جانب شعراء آخرين ..
في حين كانت انتقاءات الدكتور جعفر الجنديل من اللونين رائعة هي الأخرى .
وكان يحدث نقاش واضافات تعزز الفكرة ، وترتقي بها ..
وبالتأكيد كانت تصاحب تلك الوليمة الكبرى من القصائد التي تغذي المشاعر وتطرب الاحاسيس ،، مشاركات ، وملاحظات وشذرات …
لقد امتدت هذه الجلسة إلى الساعة الحادية عشرة ،، في مناخ سادته اللطائف التي تتعلق بالشعراء ، وظروف قصائدهم . وانعكاساتها على المرحلة التي ولدت فيها …
وانتقلت الجلسة لمحور اخر هو اللطائف والدعابات والمواقف الطريفة في ظل ضيافة مميزة من الأخوين المحبوبين الدكتور كريم العميري والدكتور الجنديل ، لانعقاد الأمسية أو السهرة في مقر إقامتها في الفندق . تنوعت بين القهوة والشاي والتمر و “الكرزات ” . أضافت للجلسة نكهة وعذوبة .
سوف لا اذكر اسماء الحضور الكرام فالصور ستعوض عن الذكر .
مع ذكر أن السهرة نجحت بدلالة ،، شكوى الجيران من اقتحام صوت ونغمات وقائعها لحجراتهم ومئواهم في الفندق ..
ما جعلهم يتمنون لو كانوا من حضارها .
ولعل جلسة مماثلة تعقد يوم غد تكون سهرة نثرية تكشف لنا أسرارا ومعلومات جديدة ، أو أشياء لا نعرفها ،تثري السفرة بمدهشات التناولات . .
وعاد الحضور لغرفهم شاكرين من أعدها ونظمها .
عبد الحميد الكناني
كاتب واعلامي
العراق
Comments are closed.