عودة السياسيين من المهجر: “قطف الكروم” كاستراتيجية انتخابية

 

تعتبر عملية “قطف الكروم” تعبيرًا مجازيًا يشير إلى عودة السياسيين من المهجر في سياق الاستعدادات للانتخابات القادمة والتيران تتم في نهاية العام القادم. هذه الظاهرة تتجاوز كونها مجرد تحرك فردي، بل تعكس أيضًا التفاعل العميق مع الأوضاع السياسية في الوطن ورغبة هؤلاء السياسيين في استعادة دورهم وتأثيرهم في الساحة السياسية، رغم التحديات الكبيرة التي يواجهونها.
السياق التاريخي
شهد العراق في السنوات الأخيرة هجرة واسعة للسياسيين وأصحاب النفوذ إلى الخارج، بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية، وسوء الإدارة، والفساد المستشري. ومع اقتراب الانتخابات، بدأ بعض هؤلاء السياسيون بالعودة، مدعين أنهم قادرون على تقديم الحلول وإحداث التغيير.
التحولات السياسية
عودة السياسيين من المهجر تأتي في وقت حساس، حيث يسعى هؤلاء إلى إعادة بناء تحالفاتهم السياسية وتقديم أنفسهم كقادة قادرين على معالجة الأزمات. لكن هذا التحول ليس بلا تحديات، فقد فقد هؤلاء السياسيون تأثيرهم الفعلي على مدى سنوات، نتيجة لإدارتهم السيئة وارتباطهم بالفساد ونهب المال العام. يتساءل الكثيرون: هل يمكن لهؤلاء أن يستعيدوا ثقة الشعب؟ أم أنهم سيواجهون مقاومة قوية من قوى سياسية جديدة وأكثر مصداقية؟
الفساد وسوء الإدارة
لا يمكن تجاهل الدور الكبير الذي لعبه الفساد في دفع هؤلاء السياسيين إلى المهجر. فمنذ فترة طويلة، كانت هناك شكاوى من سوء إدارة المال العام، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. هذا السياق يضع عودة هؤلاء السياسيين تحت المجهر، حيث سيُقارن خطابهم الانتخابي بالواقع الذي ساهموا في تشكيله. سيواجهون تحديًا كبيرًا في إقناع الناخبين بأنهم تعلموا من أخطائهم السابقة وأنهم مستعدون للعمل لصالح الشعب.
الأثر الاجتماعي والسياسي
عودة السياسيين من المهجر يمكن أن تثير مشاعر مختلطة بين الناخبين. فبينما يأمل البعض أن تعيد هذه العودة الأمل في التغيير، يشعر آخرون بالإحباط من الوجوه القديمة التي أعادت نفسها إلى الساحة. قد يثير هذا التوتر النقاشات حول جدوى التغيير وما إذا كانت الوجوه القديمة قادرة على تقديم حلول جديدة.
ختاما ي.عتبر “قطف الكروم” رمزًا يعكس الصراع المستمر بين القديم والجديد في الساحة السياسية. بينما يسعى السياسيون العائدون لاستعادة مواقعهم، يظل السؤال المركزي هو: هل يمكن لهم تجاوز ماضيهم والمساهمة في تغيير حقيقي؟ أمام الناخبين خيار صعب، وعليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيمنحون هؤلاء السياسيين فرصة جديدة أو يسعون إلى وجوه جديدة تعكس تطلعاتهم وآمالهم في مستقبل أفضل.

د.عائد الهلالي

العراق

 

Comments are closed.